طنجة أنتر:
قبل بضعة أسابيع أمر والي طنجة شخصيا، بهدم طنف “veranda” على جزء من الرصيف بشارع محمد بن عبد الله (شارع باريس سابقا)، بسبب احتلال هذا الطنف للملك العام.
ورغم أن الطنف بهذا الشارع لم يكن يحتل الرصيف بكامله، فإن الوالي مهيدية أمر بإعادة الأمور إلى نصابها، وتم هدم الطنف بسرعة قياسية من دون التحقيق في طبيعة الرخصة التي كان أصحاب الطنف يتوفرون عليها.
لكن لو أن الوالي مهيدية قرر يوما أن يترك مكتبه في ولاية طنجة ويتجول قليلا في أحياء وشوارع مقاطعة السواني، فإنه سيصاب بصدمة قوية (وربما خفيفة) عندما يشاهد العجب العجاب من احتلال الأرصفة بالكامل والاعتداء على حقوق المارة واحتقار القوانين والتصرف وكأن هذه المدينة غابة.
وإذا كانت السيبة ظاهرة خطيرة استفحلت في السنوات الأخيرة في طنجة كلها، في صمت غريب للسلطات التي تكتفي بالتأمل والمشاهدة، إلا أن مقاطعة السواني يمكنها أن تحصل بسهولة على كأس العالم في مجال الفوضى واحتلال الملك العام.
يكفي فقط الإشارة إلى حالة واحدة بهذه المقاطعة من بين مئات الحالات، وبالضبط في منطقة كسبراطا، حيث يتصرف أصحاب متاجر وكأنهم ورثوا الشوارع العمومية عن أجدادهم، وأن القوانين وجدت فقط لكي “يزطموا” عليها.
في هذا الشارع الذي تمت تنقيته من الفوضى قبل بضع سنوات وتحويل تجاره المتجولين إلى سوق نموذجي قريب، تحدث اليوم مظاهر غريبة من الفوضى، حيث استولى أصحاب متاجر على أرصفة بكاملها، بل واحتلوا جزءا مهما من طريق السيارات، تاركين المارة يختلطون مع السيارات ويعرضون أنفسهم لمخاطر حقيقية.
والمصيبة الأكبر أن هذا الشارع، المسمى شارع محمد كنوني، توجد به مدرستان ابتدائيتان وهما مدرسة رابعة العدوية ومدرسة الجولان، وبها يدرس مئات التلاميذ الذين فقدوا تماما حقهم في المرور الآمن على الأرصفة بسبب جشع التجار والتواطؤ الفاضح.
والمصيبة الأخرى هي أن هذا الشارع يوجد في نفس المكان الذي توجد به المقاطعة الحضرية الخامسة، أي أن القايد يمر من هذا الشارع يوميا ويراه مباشرة من مكتبه، لكنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.
وإذا كان من عمل خيري يمكن أن يقوم الوالي مهيدية في هذه الأيام المباركة، فهو أن يهدي قايد المقاطعة الخامسة نظارات طبية ويطلب منه أن يركز جيدا على الشارع المقابل لمكتبه، ونحن على ثقة كاملة بأن نظارات الوالي ستكون فعالة جدا جدا.
سننتظر لبضعة أيام لنرى إن كان هذا الاختبار سينجح حتى يستطيع مئات الأطفال المرور بأمان على الأرصفة بين منازلهم ومدارسهم، ثم سنعود لهذا الموضوع وغيره من المواضيع في مقاطعة السواني التي لا تعترف بشيء اسمه القانون.
إنها طنجة يا سادة..!