طنجة أنتر:
كلما ازداد حجم مدينة طنجة وارتفع ضجيجها وتفاقمت مشاكلها إلا ويحس أهل المدينة أنهم وقعوا في فخ كبير، فخ لن تصلحه الأيام، بل سيزداد سوءا مع مرور الزمن.
ومع رواج مصطلح “طنجة الكبرى” يبدو أن هناك وعيا متزايدا بين سكان طنجة على أن الوصف الحقيقي لطنجة هو أنها مدينة التوتر والأعصاب وأمراض الضغط والسكري، بعدما كانت في زمن مضى مدينة الهدوء وراحة البال.
ومع مرور الشهور والسنوات سيقتنع السكان أكثر بمدى كارثية كبر حجم هذه المدينة التي صارت تفترس نفسها وسكانها، إلى درجة أن كثيرين صاروا يحلمون بمغادرتها والاستقرار في البوادي والقرى الهادئة.
وفي هذه الصورة تتجلى بعض مظاهر التغير الوحشي الذي عرفته طنجة، والذي ابتدأ منذ السنوات الأولى التي تلت الاستقلال، واستمر ذلك إلى اليوم.
والمثير أن واجهة طنجة الكبرى التي يتم التركيز عليها تنحصر فقط في منطقة الكورنيش وبعض المناطق المحدودة، بينما انتشرت الأحياء الكارثية والفوضوية في كل مكان، وتكفي جولة في الأحياء المحيطة بالمدينة لكي يتم اكتشاف مدى حمق هؤلاء الذين يمدحون صباح مساء “طنجة الكبرى” التي تحولت إلى غول مخيف.
يتساءل سكان طنجة هل تتحمل مدينتهم كل هذه المعامل وكل هذه المناطق الصناعية وكل هذه التجزئات وكل هذه العمارات وكل هذه السيارات التي لم تعد تجد مكانا تركن فيه. ألا تستحق مدن أخرى معامل ومصانع مثل طنجة؟؟!
بين هذه الصورة لساحة الثيران التي بناها الإسبان في أربعينيات القرن الماضي، وبين الصورة الحالية لنفس المكان توجد الكثير من الدروس والعبر، وهي أن طنجة الحقيقية انتهت من زمان.. وبقيت مدينة ممسوخة تتفاخر بالبشر والسيارات والعمارات والمليارديرات المشبوهين الذين جمعوا ثرواتهم على حساب جمالية ومستقبل وسكان المدينة.. بينما لا أحد ينتبه لكارثة الفقر وملايين السكان الذين يفوقون طاقة هذه المدينة ويحطمون قدرتها على التحمل.
طنجة وقعت فعلا في الفخ.. ولا حل في الأفق..!
تعليق واحد
حقا لقد عرفت طنجة بعروسة الشمال والعاصمة الدولية للغات الاجنبية بكل اتقان اما الآن فهي تبحث عن نفسها في صناديق الحمام فوق بعضها البعض
ارحموا طنجة