طنجة أنتر- أ. اعديل:
ربما لم يحدث في كل تاريخ طنجة أن وصلت المدينة إلى ما هي عليه الآن من فوضى وتفشي مظاهر السيبة في كل مكان، إلا درجة أن أصحاب النفوذ والمال يتصرفون وكأنهم الحاكمين الحقيقيين للمدينة وليس الوالي أو العمدة أو والي الأمن أو القياد وغيرهم.
واحدة من مظاهر هذه الفوضى هو الشارع المجاور لسوق مرجان بطريق الرباط، وبالضبط الشارع الذي يؤدي إلى منطقة بير شيفا والذي يوجد في بدايته فندق “أهلا”.
في هذا الشارع يمكن للطنجاويين أن يقتنعوا أن الحاكم الحقيقي للمدينة ليس الوالي أو غيره، بل صاحب فندق ‘أهلا” الذي احتل الرصيف بكامله، وأرغم المارة على النزول إلى طريق السيارات، وبسبب ذلك حدثت الكثير من حوادث السير الخطيرة، ولا تزال تحدث كل يوم.
والي طنجة، محمد مهيدية، الذي يغضب لأشياء أقل خطورة بكثير، يمكنه أن يغادر في أي وقت مكتبه المكيف في الطابق الرابع من الولاية، ويتجه إلى هذا المكان الذي يظهر في الصورة، ويكتشف أن هناك من يزاحمه على منصب ولاية طنجة.. لكن في الفوضى فقط.
المثير أن صاحب الفندق، لم يكتف بدفع الناس إلى طريق السيارات، بل احتل أيضا جزءا من هذا الطريق، حيث يظهر السهم الأصفر، وهذا يعني أن أية امرأة تجر عربة وليدها يجب أن تنزل لتختلط بعجلات السيارات هي وطفلها، وهذا حدث عدة مرات، من دون أن يتحرك أحد، فالمهم هو أن يبقى “مول أهلا على كانتو”..!!
والخطير أيضا أن هذا الشارع يعرف حركة كثيفة في مرور السيارات والمارة على السواء، كما أن هذا الشارع مدخل رئيسي لطنجة، وتصوروا كيف سيكون رأي الكثير من زوار طنجة في الوالي مهيدية وهم يعاينون عجزه عن مواجهة هذه الفوضى، علما أن مظاهر الفوضى في طنجة كثيرة جدا.. جدا.
لن نقول إننا ننتظر ما سيقوم به الوالي مهيدية، بل نطلب من الله أن يبعث إلى طنجة من ينتشلها من هذه السيبة الخطيرة ويعيد إليها بعض الاعتبار بعد أن تحولت من طنجة الكبرى إلى طنجة “الكوبرا”..!
وقديما قال إسباني حكيم: pobre Tánger..!