طنجة أنتر:
شهدت الأشهر الستة الأولى من 2023، وفاة حوالي 951 مهاجرا غير نظامي، أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عن طريق البحر، ووفق معطيات نشرتها منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية المعنية بالهجرة استنادا لشهادات بعض أفراد عائلات المهاجرين وإحصاءات عمليات الإنقاذ، فإن من بين القتلى 112 امرأة و49 طفلا من بين هؤلاء الضحايا.
وأوضحت المنظمة أن عدد الوفيات أو الاختفاءات المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي بلغ 978، مشيرة إلى أن شهر يونيو كان “مميتا” بشكل خاص لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى الساحل الإسباني، حيث فقد 332 شخصا حياتهم في الشهر الماضي وحده.
وبحسب تقرير المنظمة، فمسار جزر الكناري، وهو الطريق الذي يبدأ من السواحل المغربية أو السنغالية، يعد “الأخطر”، ويسجل فيه غالبية الوفيات وحطام السفن، مؤكدا أن 778 شخصا ماتوا أو اختفوا أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عبر هذا المسار، ويتبعه الطريق الجزائري، من الجزائر إلى ألميريا ومورسيا وجماعة بلنسية إلى جزر البليار، والذي تم تسجيل 102 وفاة فيه.
وقالت إن عمليات الإنقاذ الفوضوية كانت السبب الرئيسي في مقتل المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من 14 دولة على غرار الجزائر والكاميرون وساحل العاج وغامبيا وغينيا وإثيوبيا وجزر القمر ومالي والمغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وسوريا وسريلانكا والسودان، ممن اختاروا العبور عبر قوارب صغيرة قبالة الساحل الإسباني في النصف الأول من العام.
وسجلت في تقريرها، أنه ورغم أن الأرقام الرسمية الإسبانية تظهر وصول عدد أقل من قوارب المهاجرين في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، غير أن عدد الأشخاص الذين قضوا في رحلات الهجرة غير النظامية ارتفع مقارنة بالمدة الزمنية نفسها من العام الماضي، وذلك بإضافة بلغت 13 ضحية.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، وصول 12192 شخصا بالقوارب إلى البلاد في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، أي أقل بنسبة 4% مقارنة بالمدّة نفسها من عام 2022، فيما أحبط المغرب 25 ألفا و519 محاولة للهجرة غير النظامية وأنقذ 3150 مهاجرا، خلال الـ5 أشهر الأولى من عام 2023، وذلك بحسب معطيات نشرتها وزارة الداخلية المغربية أواخر يونيو الفارط.
واتهمت المنظمة إسبانيا بوضع حمل المسؤولية على المغرب دونما استحضار لضرورة حماية الإنسان المتواجد على متن تلك القوارت وحقه في الحياة، متهمة مدريد بالتهاون في التعامل مع هذا الوضع وتعوّيل كثيرا على المغرب على الرغم من تواجدها في كثير من الأحيان في وضعية أقرب إلى موطن الحادث.
وقالت إن السلطات الإسبانية تطبق هذا التهاون فقط على المهاجرين غير النظاميين دون غيرهم، “ولكن ليس عندما تكون مجموعات أخرى، مثل الصيادين أو الأشخاص على متن قوارب النزهة، في خطر”، وكأن حيوات الفئة الأولى غير مهمة.