طنجة أنتر:
من المُرتقب أن يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة رسمية للصين الإثنين المقبل، زيارة بدأ التحضير لها من أشهر، لكن يتم الإعلان عنها إلاّ منذ يوم.
وتأتي محطة بكين بعد نحو شهر من زيارة تبون لموسكو، ما يظهر توجها جزائريا واضحا لمنح زخم أكبر للعلاقات مع الشرق، حيث توجد فرص للشراكة والاستثمار أكبر، وتعد الصين أهم شريك اقتصادي وتجاري للجزائر، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة بالبلاد نحو 10 مليارات دولار، أما التبادل التجاري بين البلدين فهو في حدود 9 مليارات دولار.
وسيجري الرئيس الجزائري خلالها مباحثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ وكبار المسئولين الصينيين، حول حزمة من الملفات الثنائية التي ترتبط بتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي، فضلاً عن مسألة انضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس”، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية متعددة تحظى باهتمام مشترك من الجانبين، ومن رهانات الزيارة الكبرى التي سبق للخارجية الجزائرية الإفصاح عنها “إحداث نقلة نوعية جديدة في العلاقات الجزائرية-الصينية، وإضفاء محتوى أكثر صلابة وأكثر تنوعا للشراكة الإستراتيجية الشاملة التي يطمح البلدان لإرسائها.
وضمن هذه الخطة، التي تراهن عليها كل من الجزائر من جهتها في تطوير بنيتها التحتية، والصين من جهة أخرى في إيجاد منافذ جديدة لتصريف سلعها والحصول على موارد معدنية وطاقوية في إطار “طريق الحرير” الجديد، إنجاز ميناء “الجزائر وسط” في ولاية تيبازة وسط البلاد وتثمين استغلال منجم الحديد بغار جبيلات بتندوف في الجنوب الغربي، واستغلال وتحويل الفوسفات ببلاد الهدبة بتبسة وواد الكبريت بسوق أهراس في أقصى الشرق، من دون إغفال الاستثمار في الطاقة باعتبار الجزائر بلدا طاقويا بامتياز.
ويعتبر غار جبيلات محط جدل كبير حيث يطالب المغاربة بالمفاوضات من أجل استغلاله المشترك حيث كانت تندوف جزءا لا يتجزأ من المغرب، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي شرق المغرب التي ألحقتها فرنسا الاستعمارية بالجزائر.
ومن أبرز القطاعات التي تراهن فيها الجزائر بقوة على الشراكة الصينية، تطوير منجم الحديد غار جبيلات بالجنوب الغربي، وكان ائتلاف مكون من 3 شركات صينية، قد وقع مؤخرا اتفاقا لإنجاز مصنع بولاية بشار يقوم بتحويل خام حديد منجم غار جبيلات الضخم، بقيمة استثمارية تصل إلى مليار دولار، وبطاقة إنتاج تبلغ 1 مليون طن من المواد النصف مصنعة، حيث سيتم إنجازه في مدة تقارب 36 شهرا، بالاعتماد على اليد العاملة المحلية، وخلق ما يزيد عن 1000 منصب شغل مباشر.
ويبقى تعزيز فرص الجزائر الانضمام إلى مجموعة “بريكس” من النقاط المدرجة على جدول زيارة تبون، حيث لم يُخْفِ الرئيس الجزائري، خلال زيارته إلى روسيا، في الـ16 من يونيو الماضي، رغبة بلاده في الحصول على عضوية المجموعة، وعبر عن ذلك بالقول، “الجزائر تريد التعجيل في دخول منظمة بريكس، والخروج من هيمنة الدولار والأورو، كون ذلك فيه فائدة كبيرة لاقتصادنا”.
وتعتمد الجزائر في هذا الصدد على الرسائل الإيجابية التي توجهها الصين، والتي توحي بأن لديها رغبة في توسيع عضوية المجموعة لتضم دولاً أخرى، مثل الجزائر. وقد بدا ذلك جلياً في تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في 30 مايو 2023، والتي قالت فيها، “إن الصين تدعم عملية توسيع البريكس، ومستعدة لجلب المزيد من الشركاء المتشابهين في التفكير إلى عائلة البريكس الكبيرة”.