طنجة أنتر:
كانت الأمسية الثالثة من مهرجان “صيف طنجة الدولي” متميزة ومتفردة، أما التميز فهو صفة دائمة لهذا المهرجان الذي بدأ كبيرا رغم فتوته، وأما التفرد فهو تلك السهرة الجميلة والحميمية للفنانة ريموندا البيضاوية، التي كشفت أيضا عن لقبها الطنجاوي الأنيق وهو “رحيمو”!..
انتظر كثير من جمهور المهرجان، وهو جمهور كبير وعريض ومتميز، سهرة ريموندا بمزيج من المحبة والود، لأنها تعني الكثير فنيا وإنسانيا ووطنيا، ولم تخيب ريموندا أمل عشاقها فجاءت السهرة متعة للعين وبهجة للأذن، وتفاعل الجمهور مع الأغاني التراثية القديمة بكثير من الحنين والمتعة، أغاني يدرك الجميع اليوم قيمتها لأنها تجمع بين التراث الأندلسي والطرب الشعبي اليهودي المغربي، والذي أحيته ريموندا بتألقها المعهود، وبدت شابة مرحة كعادتها، فالسعادة توقف زحف السنين وتمنح النفس الشباب الأبدي.
غنت ريموندا في طنجة لأول مرة، وبدت كعادتها سفيرة فوق العادة للفلكلور الشعبي المغربي، حيث غنى معها الجمهور وردد معها أعذب الألحان وأشجى الكلمات. ولأن مشعل الرواد يحمله الشباب، كان للفنانة الطنجاوية المتألقة، عبير العابد، نصيب وافر من وهج هذه السهرة، فغنت مع ريموندا، وهما متلحفتان بالعلم المغربي، الأغنية الملحمية “صوت الحسن” في مناسبة وطنية يعرف الجميع قيمتها، والتحم معهما الجمهور في مشهد يعكس الخصوصية المغربية بامتياز.
لقد بصمت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والرياضي، المنظمة لهذا المهرجان، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب، قطاع الشباب، على نجاح كبير ومبكر، وذلك عبر جمع كل روافد الثقافة المغربية العربية، الأمازيغية، اليهودية، الأندلسية، الصحراوية والإفريقية، لذلك فإن نجاح هذا المهرجان ليس عاديا، بل يحمل كل معاني الإصرار والتحدي، وأيضا رهانات كبيرة للمستقبل.