طنجة أنتر:
عن “المساء اليوم” almassaa.com
انتهت مغامرة المنتخب المغربي للسيدات في مونديال أستراليا، وجاءت النهاية كما كانت نهاية مسيرة المنتخب المغربي في مونديال قطر، كل ما هنالك أن الإقصاء في مونديال قطر تم بمؤامرة، وفي مونديال أستراليا أشفقنا على نسائنا من كرة القدم!
لكن أسوأ ما في الأمر هو أن الكثيرين كانوا يتوعدون بالثأر لمنتخب الرجال من طرف النساء، وهذه واحدة من المقالب الكبرى لمواقع التواصل التي تعطي لكل الأغبياء والجهلة حق الكلام والتعبير.. حتى أصبحوا أغلبية يفرضون جهلهم وغباءهم على المجتمع!
عموما لسنا ممن يطبلون للانتصارات ويولولون في الهزائم، لكننا نعتقد أن منتخبنا النسوي لا تزال الطريق أمامه طويلة لتحقيق الأمجاد، ومن الخطأ أن نراهن عليه سواء اليوم أو في الغد المنظور، فقد فعل ما يجب عليه فعله وتأهل للدور الثاني، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير لمنتخب كان كثيرون يطالبون لاعباته بالعودة فورا إلى المطبخ بعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا.
مدرب منتخب فرنسا، هيرفي رينار، لم يكن قاسيا علينا لأن هذا المدرب صديقنا ويحب المغرب وسبق أن درب منتخبنا وكان على وشك تحقيق إنجاز كبير معه في مونديال روسيا، ولذلك فهو لا يهتم كثيرا بالحصص الثقيلة وانهزمنا أمامه بأربعة فقط، وهو بنفسه لم يتحمس كثيرا للهدف الرابع، لذلك علينا أن نستيقظ من أوهامنا ونستمر في الحديث عن الوطن والوطنية في كل المناسبات التي تكون فيها كرة القدم حاضرة.
علينا أن ننسى الكرة قليلا لأنها ليست مقياسا للإخلاص للوطن، بل يجب أن ننتبه إلى أن الكرة ليست سوى جزء بسيط جدا من خدمة الوطن، وأن الوطنية الحقيقية هي الإخلاص في العمل ونزاهة اليد ومحاربة الفساد والنمو بالصحة والتعليم وإنعاش سوق الشغل.. وأشياء كثيرة أخرى..
لقد أتخمتمونا بالكرة.. وأتعبتمونا بربط الكرة بالوطنية!