ما تزال عددا من الجرافات والطراكسات موجودة في قلب المحمية الطبيعية في غابة الرهراه، التي كان سيتم تدميرها بترخيص من عمدة طنجة، فؤاد العماري، على الرغم من سحب الرخصة من مجموعة بنيعيش العقارية، التي كانت تروم تدمير المحمية وبناء كتل من الأسمنت فوقها.
ويوجد عدد من العمال في المنطقة متأهبين لاستئناف الأشغال في أي وقت، بينهم عمال يركبون الطراكسات، وذلك في سابقة فريدة من نوعها حيث لم يسبق أن أصر أحد وحوش العقار على الاستمرار في البناء رغم سحب الرخصة منه.
وكانت هذه الفضيحة قد تفجرت في وقت سابق، حيث كان المقاول، المدعو بنيعيش، يقوم بتدمير المحمية الطبيعية، وهو ما دفع عمدة طنجة إلى سحب الرخصة التي كان قد منحها له في وقت سابق، لكن رغم سحب الرخصة فإن بنيعيش لا يزال يتحدى كل القوانين وكل مشاعر السكان ويستمر في الإبقاء على أدوات التدمير في قلب المحمية الطبيعية.
وكانت السلطات قد أزاحت اللوحة الكبيرة التي كانت موجودة في عين المكان، والتي تشير إلى إنشاء تجزئتي الليمون 1 والليمون 2 فوق وعائين عقارين بمحمية الرهراه، غير أنها آليات الحفر بقيت موجودة في عين المكان.
وتحولت قضية ترخيص عمدة طنجة بتجزيء وعائين عقاريين بالمحمية المذكورة، إلى قضية رأي عام، إذ حضر إلى طنجة قضاة من المجلس الأعلى للحسابات لبحث الأمر.
كما أن الموضوع حرك هيئات مدنية مهتمة بالبيئة وهيئات سياسية راسلت وزارة الداخلية والبرلمان للمطالبة بالتحقيق في هذه الفضيحة.
وكان العماري قد وقع الترخيصين لصالح لصالح شركة “بنسيو العقارية” التابعة لمجموعة “بنيعيش”، ويهمان رسمين عقاريين بقلب محمية الرهراه، مساحتهما الإجمالية تبلغ 14502 مترا مربعا.