تأهل المنتخب الألماني إلى نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل بفوزه المدوي والتاريخي 7-1 على صاحب الأرض والجمهور المنتخب البرازيلي في نصف نهائي المسابقة، اليوم الثلاثاء، على ملعب “مينيراو” في بيلو هوريزونتي.
وجاءت السباعية التاريخية عبر توماس مولر (11) وميروسلاف كلوزه (23) وتوني كروس في مناسبتين (24 و26) وسامي خضيرة (29) وأندريه شورله في مناسبتين (69 و78)، قبل أن يسجل أوسكار الهدف الوحيد للبرازيل في الدقيقة 90+1.
وهي الهزيمة الأكبر في تاريخ البرازيلي منذ عام 1920 عندما خسروا أمام أوروغواي 6-صفر، والنتيجة الأكبر في نصف نهائي بطولات كأس العالم عبر التاريخ.
مباراة تاريخية حملت معها أرقاماً جديدة رائعة لألمانيا ونجمها ميروسلاف كلوزه، وأضافت إلى البرازيليين كابوساً آخر بعد كابوس “نهائي مونديال 1950 أمام أوروغواي في ماراكانا، كما أنها الهزيمة الأثقل لبلد مستضيف لكأس العالم عبر التاريخ.
بالرغم من مشاركتهما العديدة في كأس العالم لم يتقابل المنتخبان إلا مرة واحدة في المونديال قبل اليوم، وكانت في نهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وفازت حينها البرازيل 2-صفر بتوقيع الأسطورة لويس نازاريو داليما ورونالدو.
في مجمل اللقاءات تواجه العملاقان 9 مرات فازت البرازيل 5 وألمانيا 2 وحسم التعادل مباريات المنتخبين في مناسبتين.
الطريق إلى نصف النهائي
قبل الوصول إلى موقعة “مينيراو” سلك المنتخبان طريقاً وعرة نوعاً ما خاصة للمنتخب البرازيلي، الذي تصدر المجموعة الأولى بـ 7 نقاط من فوزين على كرواتيا والكاميرون وتعادل مع المكسيك، وفوز على تشيلي بركلات الجزاء في ثمن النهائي قبل تجاوز كولومبيا في ربع النهائي، أما المنتخب الألماني فتصدر بدوره المجموعة السابعة بـ 7 نقاط من فوزين على البرتغال والولايات المتحدة وتعادل مع غانا، قبل أن يفوز في ثمن النهائي على الجزائر وفي ربع النهائي على فرنسا.
شوط تاريخي لألمانيا وكارثي للبرازيل
المنتخب البرازيلي أراد أن يبدأ قمة نصف نهائي المونديال، الذي يلعب على أراضيه بقوة، فكانت تسديدة مارسيلو في الدقيقة الثانية فاتحة محاولات “السيليساو” على مرمى العملاق مانويل نوير.
ألمانيا بماكيناتها التي لا تهدأ منذ البداية، أرادت أن يكون الرد صارماً فلعب أوزيل عرضية في مساحة خالية لسامي خضيرة، الذي سدد لكن كرته اصطدمت بزميله توني كروس وابتعدت على مرمى سيزار (6).
هيجان ألمانيا تواصل، توني كروس يلعب الركنية على توماس مولر الخالي من الرقابة ليضعها في شباك خوليو سيزار مسجلاً هدفه الخامس في المونديال ومانحاً التقدم للماكينات الألمانية الثائرة أمام الجماهير البرازيلية الحاضرة في “مينيراو” (11).
البرازيل حاولت بما تملك أن ترد الفعل لكن الفريق كان ظاهراً عليه المعاناة في غياب نجم الفريق نيمار داسيلفا المصاب والمدافع تياغو سيلفا الموقوف للإنذار الثاني الذي عوقب به في مباراة ربع النهائي أمام كولومبيا.
بعد الهدف لم تتراجع ألمانيا ولم تكتفِ بالدفاع عن مكسب التقدم، بل حاولت الحصول على غنائم جديدة واستغلال غياب كبار القوم في المعسكر البرازيلي.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى جاء الهدف الثاني للمنتخب الألماني (23)، وحمل معه خبراً سعيداً للألمان مؤلماً للبرازيليين، فصاحب الهدف ميروسلاف كلوزه أنهى الارتباط مع البرازيلي رونالدو وسجل هدفه السادس عشر ليصبح الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم بـ 16 هدفاً.
وبينما كان سكولاري يحاول جبر أضرار الهدف الثاني ظهر توني كروس ليطلق رصاصتين في الجسد البرازيلي المريض الأولى في الدقيقة 24 والثانية في الدقيقة 26.
الدقائق الأكثر جنوناً في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في كؤوس العالم تتواصل، لاعب ريال مدريد الإسباني سامي خضيرة أراد المشاركة في المهرجان التهديفي فسجل الهدف الخامس في الدقيقة 29.
الصدمة كانت كبيرة على البرازيليين وخماسية الشوط الأول جاءت قاسية على منتخب عظيم في كرة القدم، لكنها مستحقة لمنتخب ألماني قارب أداؤه المثالية والكمال.
يواكيم لوف بدأ يفكر في الدور النهائي وخير تغيير اللاعب الأكثر تعرضاً للإصابات في المنتخب الألماني، المدافع ماتس هوملز وأقحم مكانه مدافع أرسنال بير ميرتساكر، بينما حاول سكولاري يائساً إيجاد حلول بديلة في التشكيلة البرازيلية فأخرج نجم زينيت سان بطرسبرغ الروسي هالك وأقحم متوسط ميدان تشيلسي راميريز.
في الدقائق الأولى للشوط الثاني لوحظ تحسن طفيف في المستوى البرازيلي فقد كان أوسكار قريباً من تسجيل الهدف الأول لكن المتميز مانويل نوير رفض قبول الهدف وأبقى النتيجة على حالها (52)، قبل أن يقدم لوحة فيها الكثير من دروس حراسة المرمى، عندما تصدى على مرتين لمحاولة البديل باولينيو (53).
الخماسية المدوية في الشوط الأول منحت المنتخب الألماني راحة كبيرة في تسيير المباراة وبين لحظة وأخرى كان الألمان يقتربون من شباك سيزار، كما حصل مع توماس مولر في الدقيقة 60.
البديل أندريه شورله، الذي دخل مكان ميروسلاف كلوزه، أبى إلا أن يشارك في المهرجان التهديفي لكارثة “مينيراو”، فكان له ما أراد حين أهداه القائد فيليب لام عرضية زاحفة وضعها بسهولة في شباك خوليو سيزار (69) رافعاً غلة بلاده إلى سداسية تاريخية أمام برازيل سكولاري المهزوز.
سيل الهجمات الألمانية على الدفاعات البرازيلية الضعيفة يتواصل، الكرة تصل إلى أقدام أندريه شورله ونجم تشيلسي يسدد بقوة في سقف مرمى خوليو سيزار ويسجل الهدف السابع للمنتخب الألماني 79 تحت تصفيق الجماهير البرازيلية الحاضرة في ملعب “مينيراو” التي حيت الأداء الألماني واعترفت بضعف منتخبها بكل روح رياضية.
في الدقيقة 90+1 سجل أوسكار الهدف الوحيد للمنتخب البرازيلي، الذي غادر ملعب المباراة وفي جعبته الهزيمة الأثقل في تاريخه منذ بدء منافسات الكرة في بلاد السامبا، بينما سجل المنتخب الألماني الفوز الأكبر في تاريخ مباريات نصف النهائي بطولات كأس العالم.
بي إن سبورت
