يبدو أن لحم المغاربة مر، ليس سهلا نهشه أو هضمه، فقد تعرضت إعلامية مصرية للطرد من قناة تعمل بها، بعد يومين من حديثها المسيء إلى المغرب، حيث قالت إن اقتصاد المغرب قائم على الدعارة، متسدلة بذلك على ارتفاع معدلات السيدا في المملكة، ومحاولة النيل من الإسلاميين الذين يقودون الحكومة المغربية.
ويعرف المشهد الإعلامي في مصر تفشي حالة من الكراهية والتشويه في حق كل معارض للنظام السياسي الحاكم، والذي جاء بانقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب في البلاد بعد قيام ثورة 25 يناير.
وتناقلت وسائل إعلام مصرية خبر طرد مقدمة أحد البرامج بفضائية أون تي في، الداعمة للانقلاب العسكري، بعد يومين من حديثها المسيء عن المغرب، رغم تقديمها لاعتذار على الهواء، إلا أنها تشبثت بمهاجمة الإسلاميين المغاربة.
تطاول أماني الخياط على المغرب
وذكرت مصادر صحفية مصرية أن الإعلامية أماني الخياط، تجري محاولات مستميتة لإعادتها لقناة “أون تي في” الفضائية، بعدما طردتها إدارة القناة وطالبتها بتقديم إستقالتها بناءً على تعليمات من مصادر سيادية.
وكشفت المصادر أن الإعلامي ألبرت شفيق، رئيس مجموعة قنوات ontv، اتصل بالمذيعة عقب انتهاء الحلقة التي قامت خلالها بسب الشعب المغربي، وقام بتعنيفها بشكل كبير واشترط عليها عدم الظهور في حلقة “صباح أون” في اليوم التالي، إلا بعد تقديم اعتذار واضح ومفصل وكبير للشعب المغربي، بعدما توسطت للعودة للقناة.
وأضافت المصادر أن شفيق كلف فريق الإعداد بالتواصل مع السفير المغربي بالقاهرة، وأبلغه اعتذار القناة وإدارتها للمملكة المغربية ملكًا وحكومة وشعبًا، ودعاه لقبول دعوة القناة بأن يكون ضيف أحد برامج القناة.دى السفير تفهمه لموقف مؤسسة «أون تي في» ورئيس مجلس إدارتها.
وأثار كلام الإعلامية أماني الخياط، التي قالت إن اقتصاد المغرب يقوم على أعمال الرذيلة ومخالفة للآداب العامة، وذلك في عهد حكم الإسلاميين، (أثار) حالة من الاستهجان والجدل في المغرب.
وجاءت ردود الفعل المغربية عفوية وشرسة على “الإعلامية” المصرية، ولكن حديثها عن المغرب أثار أيضا موجة من الغضب والامتعاض لدى الرأي العام المصري، الذي اعتبر كلام الخياط إساءة شديدة للمغرب الذي لطالما ربطته بمصر علاقات وطيدة.
اعتذار أماني الخياط للمغرب ملكا وشعبا
وتلقف أنصار الرئيس المصري المنقلَب عليه محمد مرسي، كلام أماني الخياط عن المغرب وردود الفعل التي صدرت في الصحافة الوطنية وعلى فضاءات التواصل الاجتماعي، من أجل تصفية الحسابات مع الخياط، التي تنتمي إلى منظومة إعلامية “انقلابية”، تنكرت لكل الضوابط المهنية والأخلاقية المتعارف عليها عالميا لتتحول إلى بوق للنظام السياسي القائم.
ووجه الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل، مدير مركز “ضحايا” لحقوق الإنسان، رسالة إلى الخياط تحت عنوان “رسالة من أهلنا في المغرب لما ورد على لسان المذيعة المصرية الجاهلة”.
وصدّر رسالته بالحديث عن سبب تسمية باب المغاربة في القدس المحتلة، قائلا “إنه حينما سُئِل القائد صلاح الدين الأيوبي من قبل وزرائه عن سبب إسكان المغاربة بهذه المنطقة، أي عند السور الغربي للمسجد الأقصى، وهي منطقة سهلية يمكن أن يعود منها الصليبيون مجددًا، كون الجهات الثلاث الأخرى وعرة، أجاب بقوله ‘أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة”.
وخاطب أبو خليل “الإعلامية” المصرية بالقول “هل علمتي الآن أيتها المصرية الجاهلة بالتاريخ لما قال خالد مشعل للمغاربة إن لكم بابا وأي باب بالأقصى!؟.
ورد على ما قالته الخياط بخصوص معدلات السيدا في المغرب قائلا “أما بخصوص الإيدز وترتيب المغرب، فتقارير منظمة الصحة العالمية صنفت المغرب في المرتبة 14 عربيا، و149 عالميا من أصل 170 دولة، بينما حلت مصر 8 عربيا و111 عالميا”، قبل أن يهاجمها بالقول “صححي معلوماتك يا مذيعة الجهل والأكاذيب”.
وعن الهجوم الذي شنته الخياط على إسلاميي المغرب، خاطبها أبو خليل أن المغرب بلد متقدم ديمقراطيا “وسبقكم بمئات السنين بشهادة الجميع، والإسلاميون احتلو المرتبة الثانية في 2007 في المغرب، قبل الربيع العربي بـ 5 سنوات والانتخابات البرلمانية الشفافة والشعبية هي التي أعطت لحزب العدالة والتنمية 107 مقعدا، في منافسة بين 30 حزب، مما يجعله أكبر تمثيل برلماني خول له تشكيل الحكومة، وتنصيب رئيس الحزب رئيسا للوزراء”.
وأضاف متهكما “فوضعنا يا عزيزتي ليس كوضعكم في مصر، انقلابات وخيانة وغدر وديكتاتورية وقتل واستحمار للشعب.
واستكمل هجومه على الخياط، التي تعتبر من أشد المعادين لثورة 25، بالقول “أما اقتصادنا يا أيتها العميلة فهو قائم على الصناعة والفوسفاط والزراعة والصيد البحري والسياحة والخدمات، ولكي أن تتجولي في أسواق أوربا ودول إفريقيا وتسألي عن المنتوجات المغربية.
واختتم الرسالة قائلا “من يضحك على من يا إعلام الراقصات والطبالين؟”.
وتنتمي أماني الخياط إلى جوقة “الإعلاميين” المصريين الذين انقلبوا على كل المبادئ القيم التي لطالما تغنوا بها أثناء حكم الرئيس المنقَلب عليه محمد مرسي، حيث تم تسخيرهم لخدمة النظام الانقلابي، وتشويه معارضيه، وعلى رأسهم الإسلاميين الذي ينتمي إليهم مرسي.
ولكن الغرابة في خطاب الخياط، وباقي الجوقة، هو انتهاجهم لأسلوب التلفيق والكذب، وتزوير المعطيات المعلومات بما ينافي العقل البسيط، المدرك لأبجديات الحياة العامة، على غرار المعلومات الخائطة التي حاولت تمريرها عن السيدا في المغرب، لا لشيء إلا للنيل من الإسلاميين أينما وُجدوا.
وشكلت أماني الخياط وجبة دسمة ضمن فقرات برنامج “البرنامج” الساخر، للإعلامي باسم يوسف، حيث كانت ضيفة دائمة على حلقاته، من خلال رصد تناقضاتها الصارخة وابتذالها على مستوى الأداء الإعلامي، كما هو الشأن بالنسبة لأقرانها في الإعلام المصري بعد الانقلاب.
سخرية باسم يوسف من تناقضات أماني الخياط
