هاجم دبلوماسي صهيوني دولة البرازيل من خلال تعييرها بالهزيمة الثقيلة التي تلقاها منتخب السامبا أمام نظيره الألماني، بسباعية، في نصف نهائي المونديال، في 8 من يوليو الجاري.
ويأتي هجوم المتحدث باسم وزير الخارجية الإسرائيلي على خلفية الموقف الذي اتخذته الحكومة البرازيلية من العدوان، الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 3 أسابيع، وذهب ضحيته أكثر من ألف شهيد، وأصيب أكثر من 6000 آلاف شخص، كلهم من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال الديبولوماسي الصهيوني “هذا إثبات لماذا بقيت البرازيل، العملاق الاقتصادي والثقافي، قزمة دبلوماسيًّا”. ومضى المتحدث في الهجوم على البرازيل بالقول “هذه ليست كرة قدم.. ففي كرة القدم إذا انتهت اللعبة بالتعادل، يبدو الأمر منطقيا، ولكن عندما تنتهي بـ 7-1 فهذا ليس منطقيا”، ملمحا إلى الهزيمة الثقيلة التي تلقاها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني برسم نصف نهائي المونديال، الذي احتضنه ملعب ماراكانا بالبرازيل.
وكانت البرازيل قد استدعت سفيرها من تل أبيب احتجاجا على العداون الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، حيث دانت الحكومة البرازيلية الاستخدام غير المتناسب للقوة العسكرية من قبل إسرائيل في العملية العسكرية بقطاع غزة.
ولم تتمالك “دليما روسيف”، رئيسة وزراء البرازيل، نفسها، لتنهمر بالبكاء أثناء استضافتها في أحد البرامج التلفزيونية، بعد رؤيتها لصور الدمار وجثث الأطفال الذين سقطوا في القصف الصهيوني العشوائي لبيوت المدنيين في غزة.
يذكر أن دول أمريكا الجنوبية سجلت موقفا متقدما من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مقارنة بمواقف معظم الحكومات العربية المتخاذلة أو المتواطئة، حيث أن كلا من الإكوادور وتشيلي قامتا بسحب سفرائهما من تل أبيب، وهددتا بقطع العلاقات الاقتصادية والديبوماسية إذا لم يتوقف العدوان.
موقف آخر لدولة أمريكية أخرى من العدوان، يتمثل في قرار أصدرته رئيسة الأرجنتين بسحب الجنسية الأرجنتينة من كل مواطن يحمل الجنسيتين الأرجنتينية والإسرائيلية إذا ثبتت مشاركته في القتال مع الجيش الصهيوني في قطاع غزة.
ويواجه الكيان الصهيوني أزمة كبرى في الخارج، وخاصة في العالم الغربي، تنم عن إفلاس سياسي وأخلاقي أمام المجتمع العالمي، بسبب العدوان على غزة، فبالإضافة إلى الثمن العسكري والسياسي الداخلي الذي يؤديه الاحتلال، بسبب صمود المقاومة، وفرضها لواقع جديد على الأرض، اطلع العالم على بشاعة الصور القادمة من غزة، لجثث الأطفال والنساء، وجبال الركام بسبب استهداف المناطق المدنية.
ويعود الفضل في كسر هيمنة الصورة النمطية التي دأب الكيان الصهيوني على تصديرها للغرب، من خلال الإعلام العالمي الخاضع لسيطرة رؤوس الأموال الصهيونية، إلى التطور الملموس للأداء الإعلامي للمقاومة، والتأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي.