قال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن 19 فلسطينيا استشهدوا وجرح 45 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مساء الجمعة منازل في رفح، بينما سقط 170 شهيدا وأكثر من ثلاثمائة جريح على الأقل منذ صباح الجمعة في غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف المراسل أن الشهداء الجدد الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي على منازل في رفح جنوبي قطاع غزة بينهم طفلان ورضيع، مشيرا إلى أن جثتين من جثث الشهداء تفحمتا تماما.
وأوضح أن جثث الشهداء في رفح حفظت في ثلاجات لحفظ الخضروات بسبب اكتظاظ ثلاجات الموتى بمستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
وأشار المراسل إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا الجمعة في غزة ارتفع إلى 150 على الأقل مع تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع.
وفي وقت سابق الجمعة استشهد ثلاثة مسعفين في قصف استهدف سيارة إسعاف في رفح، كما استشهد أكثر من ستين فلسطينيا وجرح أكثر من مائتين آخرين في قصف مدفعي مكثف على المدينة الواقعة جنوبي القطاع.

تصعيد قبيل لحظات من بدء التهدئة
وجاء التصعيد الصهيوني على قطاع غزة قبيل لحظات من بدء سريان هدنة إنسانية تمتد لـ 72 ساعة، أعلنها وزير الخارجية الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة.
وحمل البيت الأبيض والأمم المتحدة حركة حماس مسؤولية انهيار الهدنة، حيث اتهماها بخرق الهدنة بعد أسر جندي صهيوني في قطاع رفح، وطالبوا بإطلاق سراحه دون شروط.
من جانبها اتهمت كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، جيش الاحتلال بخرق الهدنة، قائلة إنها تصدت لقوة إسرائيلية شرقي رفح في السابعة من صباح الجمعة، توغلت لـ 2.5 كيلومتر، وأكدت أن الاشتباك استمر إلى ما بعد سريان الهدنة في الثامنة صباحا.
وأكدت الحركة أن التزامها بالتهدئة مرتبط بالتزام إسرائيل بها، مضيفة أنها سترد على اعتداء إسرائيلي داخل الهدنة، التي انهارت قبل أن تبدأ، واتهمت تل أبيب بأنها بتبييت العدوان، بعد دخول القوات الصهيونية إلى مناطق لم يسبق لها أن وصلتها منذ بداية الحرب.
وأوضح، فوزي برهوم، القيادي في حماس أن تفاهمات التهدئة نصت على أن تبقى جميع مواقع القوات كما هي، إلا أن حيش الاحتلال حاول كسب أراضي جديدة قبيل ساعة من سريان التهدئة، وهو واجهته كتائب القسام، مشددا على حق المقاومة في الدفاع المشروع عن النفس.

مصير مجهول
وأعلنت إسرائيل أن السبب المباشر لانهيار التهدئة هو قيام حماس بأسر أحد جنودها شرقي قطاع رفح.
من جانبها أكدت كتائب القسام أنها لا تملك أي معلومات عن الجندي الإسرائيلي، ولا حتى ظروف اختفائه، الذي أعلنت إسرائيل فقده خلال مواجهات الجمعة في جنوب قطاع غزة.
وأضافت الكتائب أنها فقدت الاتصال بمجموعة من عناصرها نصبوا كمينا لجنود الاحتلال أثناء توغلهم ليلا شرقي رفح، مرجحة أن يكونوا قد استشهدوا في القصف الصهيوني، فيما قتل معهم الجندي الإسرائيلي، على افتراض أن يكونوا قد أسروه أثناء الاشتباك.
وكان جيش الاحتلال تحدث في بيان “عن احتمال خطف جندي إسرائيلي” خلال تدمير نفق في منطقة رفح جنوب القطاع. وأفاد لاحقا بأن العسكري هو ضابط صف يدعى هدار غودلن من لواء النخبة جيفعاتي وعمره 23 عاما.

إعدامات ميدانية
مشهد فظيع وصادم ذلك الذي رصدته كاميرا الجزيرة وهي تتبع خطى المراسل تامر المسحال أثناء دخوله منزلاً في بلدة خزاعة القريبة من مدينة خان يونس بقطاع غزة.
يكاد المرء وهو يشاهد مقاطع من التسجيل أن يشتم روائح الجثث التي بدأت تتحلل، ولم يجد المراسل ومن معه بداً من وضع أياديهم على أنوفهم لكي يتمكنوا من التحقق مما جرى.
ثم ينكشف المشهد عن جثث ملقاة فوق بعضها في دورة للمياه، فالصورة تعبر عن نفسها وتقف شاهداً على إعدام ستة شبان.
“خزاعة منكوبة والوضع سيئ للغاية” يقول أحد المواطنين، ويصف آخر ما رآه بأنه إعدام جماعي.
ويبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب هذه المجزرة الجديدة أثناء مكوثه لأكثر من عشرة أيام في البلدة، فعاث فيها دماراً حتى باتت خزاعة “منطقة أشباح”، من خلال تنفيذ إعدامات ميدانية، كما قال أحد الشهود.
المصدر: الجزيرة + وكالات