انتهت في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي الفلسطيني (الخامسة بالتوقيت العالمي) الهدنة في قطاع غزة، وانهارت المساعي الجارية في القاهرة لتمديدها لفترة أخرى، وحملت المقاومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية الإخفاق.
وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن إسرائيل ردت على المطالب الفلسطينية برفض بعضها رفضا مطلقا، والموافقة على بعضها بشروط.
واعتبر المراسل أنه يمكن إعلان انهيار الهدنة، ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قابل المطالب الفلسطينية بتعنت واضح.

فقد وافقت إسرائيل على مطلب إنهاء الحصار وفتح المعابر للمسافرين والبضائع شريطة وجود مراقبين دوليين على البضائع. كما وافقت جزئيا على السماح بإدخال مواد البناء لإعادة إعمار غزة بشرط وجود رقابة دولية كي لا تستغل لبناء الأنفاق.
وفيما يخص توسيع المجال البحري لميناء غزة القائم، وافقت إسرائيل فقط على توسيع المجال للصيادين.
ورفضت إسرائيل إقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة رفضا مطلقا، كما رفضت التعهد بوقف الاغتيالات واجتياح القطاع والإفراج عن المحررين من صفقة شاليط وأسرى الدفعة الرابعة.

رفض فلسطيني
وقد اعتبر الجانب الفلسطيني الرد الإسرائيلي غير مقبول، وقدم صياغة جديدة للمطالب، ورفض تمديد الهدنة بناء على الموقف الإسرائيلي الرافض للمطالب الفلسطينية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم صباح اليوم قوله إن الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة والتي انتهت في الساعة الثامنة بعدما استمرت ثلاثة أيام.
وأضاف المتحدث باسم حماس أن “الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة بسبب عدم استجابة الاحتلال لشروط المقاومة”.

وتشير تقارير إلى صعوبات كبيرة تعترض مفاوضات القاهرة في ظل الشروط الإسرائيلية, ومن بينها رهن إعادة إعمار قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة.
وفي حين يطالب الفلسطينيون برفع شامل للحصار بما في ذلك فتح المعابر الحدودية بشكل دائم ترفض مصر مناقشة قضية معبر رفح ضمن المفاوضات الراهنة بالقاهرة, وتقول إنها مسألة بينها وبين السلطة الفلسطينية.

غارات إسرائيلية
في المقابل شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، كما أطلقت الزوارق الحربية قذائف على غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق في حي الزيتون.
كما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان البلدات الحدودية المتاخمة لقطاع غزة البقاء قرب الغرف الآمنة.
وقال مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال، إن الغارات الإسرائيلية كانت متفرقة ولم تكن على مناطق سكنية، ولفت إلى أنها أدت إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح، وبيّن أن التصعيد محسوب من الطرفين وهو يتم في إطار الضغط، مع تشبث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بشروطهما في المفاوضات التي تجرى بالقاهرة.
وأوضح أن كتائب عز الدين القسام لم تشترك في عميات إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

توعد وخوف
يأتي ذلك في حين توعد مسؤولون إسرائيليون بمواصلة الحملة العسكرية على قطاع غزة بعد انهيار التهدئة، وقال عضو المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر نفتالي بنيط, إن عملية الجرف الصامد لم تنته بعد, وطالب بإعادة الوفد الإسرائيلي من القاهرة.
وقالت مراسلة الجزيرة في غزة وجد وقفي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بإعادة نشر جنوده على الحدود مع القطاع، وذكرت أنه قصف بالمدفعية أراضي زراعية شرق وشمال غزة.

من جانبه ذكر العقيد بيتر ليرنر -وهو متحدث عسكري إسرائيلي- في بيان أن “هجمات الإرهابيين الصاروخية الجديدة على إسرائيل غير مقبولة ولا تحتمل”.
وأضاف “قوات الدفاع الاسرائيلي سترد على قرار حماس السيئ بانتهاك وقف إطلاق النار وسنستمر في ضرب حماس وبنيتها التحتية وناشطيها وإعادة الأمن إلى دولة إسرائيل”.
من جانبه قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن التصعيد الحالي من الطرفين محسوب ومحدود وهذا يؤكد على أنهما في مرحلة من جس النبض في محاولة كل طرف تلين مطالب الآخر في إطار المفاوضات.
يشار إلى أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليماته إلى الجيش للرد بمنتهى الشدة في حال استئناف حركة حماس إطلاق الصواريخ بعد انتهاء الوقف المؤقت لإطلاق النار.
على صعيد متصل بدأ آلاف الفلسطينيين يغادرون بيوتهم في المناطق الشرقية من مدينة غزة صباح الجمعة خوفا من تجدد الضربات الإسرائيلية بعد الإعلان عن انتهاء التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت مراسلة الجزيرة وجد وقفي قد قالت إن سكان القطاع يعيشون حالة من الترقب والحذر والتأهب والاستعداد التام لأي تطورات يمكن أن تحدث خلال الساعات القليلة القادمة.
المصدر: الجزيرة + وكالات