مرة أخرى، يخرج دييغو لوبيز من ريال مدريد وهو يجر وراءه ذيول الخيبة والحسرة، بعد أن كان قد خرج في مرة سابقة، بسبب منافسة “غير شريفة” مع قائد الفريق الملكي، القديس إيكر كاسياس.
وبعد أن تأكد انتقال الحارس الإسباني إلى صفوف نادي ميلان الإيطالي، حسب ما أعلن المدير الرياضي للأخير، غالياني، الذي صرح بأنه تعاقد مع الحارس الأفضل في أوروبا، يكون دييغو قد خسر الرهان مرة ثانية مع كاسياس.
الهزيمة الأولى لدييغو أمام إيكر كانت في سنة 2007، عقب الفوز بلقب الليغا التاريخي، الذي حقق في ريال مدريد عودة تاريخية، بقيادة الإيطالي فابيو كابيلو، توج على إثرها باللقب بعد التساوي مع برشلونة في النقاط.
وجاء خروج دييغو بعد تلميح كابيلو بأنه يفضله على كاسياس، لتنتفض بذلك آلة الإعلام المدريدية في وجه كابيلو، ساعدها على ذلك الحب الجارف الذي كان يحظى به القديس في سانتياغو بيرنابيو، ليعلن الفريق الملكي في نهاية الموسم عن الطلاق من لوبيز وكابيلو معا.
وإن كان يشفع لكاسياس حينها حب الجماهير له، مع أدائه المميز، إلا أن الخروج الثاني لدييغو اختلفت فيه الظروف والحيثيات.
فكاسياس في المواسم القليلة الماضية يقدم أداء دون المستوى، وخير دليل على ذلك ما قدمه رفقة منتخب إسبانيا في مونديال البرازيل، والهفوة القاتلة التي ارتكبها في نهائي دوري الأبطال أمام أتليتيكو مدريد، وكانت السبب المباشر في هدف الروخي بلانكوس، الذي كاد أن يعصف بحلم العاشرة لولا راموس.
إضافة إلى ذلك، فقد أثبت لوبيز جدارة في حراسة عرين الملكي، حيث انتزع المكانة الرسمية في الفريق، رغم أن قدومه تحكم فيه عامل الصدفة، بعد إصابة إيكر في منتصف الموسم قبل الماضي، حيث أصر الداهية مورينهو على جلبه من إشبيلية، ليكمل المشوار حتى نهاية الموسم، رغم عودة إيكر من الإصابة، وهو الأمر نفسه الذي قام به أنشيلوتي.
وتبدو المنافسة بين إيكر ولوبيز غير عادلة، فحتى الجماهير هذه المرة لم تدعم بقاء إيكر على حساب لوبيز، حسب نتائج استطلاع ماركا، بعد قدوم الحارس الجديد، كيلور نافاس، والذي يبدو أن مسألة الرسمية قد حسمت بالنسبة له.
وبالرغم من تراجع مستوى كاسياس، ظل الإعلام الإسباني يدعمه، وحتى إن لم يدعمه فهو يؤثر الصمت على انتقاده، نظرا للنفوذ الكبير للقديس، خاصة وأنه متزوج من إعلامية رياضية.
وأمام هذا التسلط الكبير لإيكر في داخل أروقة النادي الملكي وفي الإعلام الإسباني، وجد لوبيز نفسه مغلوبا على أمره، حيث آثر الصمت، وكل ما قاله، بعد أن تأكد من خروجه، هو “يعلمون أنني الأفضل، ولكن..”.
وكانت وسائل إعلام إسبانية قد أكدت أن إيكر مارس نوعا من الابتزاز للفريق الملكي، عقب إبداء أرسنال الإنجليزي رغبة في التعاقد معه، حيث خير إدارة الميرينغي أن تؤدي له ما تبقى من عقده الذي يمتد إلى 2017، لينتقل بشكل حر، أو البقاء مع الفريق الأبيض.