لم تعد إسرائيل قادرة على تجميل وجهها أو حتى إخفاء همجيتها ومساوئها عن العالم، بتواطؤ من مجمل وسائل الميديا في العالم، بعد ثورة مواقع التواصل الاجتماعي وفورة الفيديو والصورة اللذين يستيحل كبح جماحهما، لتنسف بذلك نظرية احتكار وقولبة المعلومة.
فلم يعد بالإمكان بعد الآن نظرية الجيش الأكثر أخلاقية في العالم تنطل على الشعوب الحرة، والعدوان الأخير على قطاع غزة عرى همجية جيش الاحتلال أمام العالم.
ولا أدل على ذلك من الشرخ الكبير الذي أحدثته صور أطفال غزة في هوليود، معقل النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسعى القائمون على صناعة السينما الأمريكية بكل الوسائل لتجنيد أعين العالم من خلال سلطان الصورة.
لكن الأمر لم يتوقف عند نجوم هوليود الذين تفاعلوا مع غزة، كل بقدر استقلاليته عن المال الصهيوني، بل اتخذ الأمر شكلا أكثر حدة مع الفيلسوف الإيطالي جاني فاتيمو، الذي وصف إسرائيل بالنازية بسبب العدوان على غزة.
واعتبر فاتيمو، في حوار أجرته معه إذاعة “راي” الإيطالية، أن هجمة إسرائيل “البربرية” على غزة تفوق ممارسات هتلر النازي في حروبة ضد الانسانية.
ودعا الفيلسوف الإيطالي كل أحرار العالم إلى الوقوف بجانب الفلسطنيين في وجه فاشية الدولة الصهيونية، كما تطوع اليساريون الأوربين مع الجمهوريين الإسبان في مواجهة فاشية الجنرال فرنكو إبان الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 .
وقال فاتيمو إنه يود لو كان الأمر بيده أن يدعو إلى فتح اكتتاب عالمي، وذلك من أجل شراء أسلحة للفلسطنيين ليقفوا بها أمام الهمجية الصهيونية التي تمارس الإبادة الجماعية على شعب أعزل.
وأكد الفيلسوف فاتيمو أنه ضد العنف بشكل عام، ولكن أمام ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في أطفال غزة وتدمير للمستشفيات، فإنه على استعداد لحمل السلاح مع الفلسطنيين في مواجهة دولة نازية مثل إسرائيل.