للمرة الأولى منذ عام 2008، أنفق برشلونة في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف أكثر مما أنفقه منافسه التقليدي ريال مدريد، الذي اعتاد أن يكون أعلى الأندية إنفاقاً في سوق الانتقالات سواء في إسبانيا أو أوروبا.
وكانت الكلمة العليا في الإنفاق على انتداب لاعبين راجحة لريال مدريد على باقي فرق أوروبا، خاصة في عهد رئيسه فلورينتينو بيريز، مؤسس نظرية “الفريق المجرة”، أو الغالاكتيكوس، بهدف تحقيق “العاشرة”، التي تحققت أخيرا الموسم الماضي.
ويبدو أن تحقيق العاشرة جعل ريال مدريد يتروى هذا الصيف في تعاقداته ومصروفاته، وهو ما أتاح أمام غريمه برشلونة اعتلاء صدارة السوق الأوروبية من ناحية الإنفاق.
وبغض النظر عن صفقة نيمار في العام الماضي، وما أعقباها من لغط إعلامي حول قيمتها، ودخولها للقضاء من أجل البت إذا ما كان البارصا قد تكتم عن المبلغ الحقيقي للصفقة، فقد كان اعتماد الفريق الكتالوني بالدرجة الأولى على أكاديميته “لا ماسيا”.
وبفعل خروج الفريق خالي الوفاض في السنة الماضية، بفعل تقدم أعمدة الفريق في السن، وانتهاء دورة الحياة الكروية الطبيعية لتشكيلة أمتعت العالم طوال 7 سنوات، وجد البارصا نفسه مرغما على الإنفاق ببذخ من أجل العودة إلى منصات التتويج مجددا.

وتزامن ذلك مع صدور قرار من الفيفا بمنع البلوغرانا من ولوج سوق الانتقالات لفترتين متعاقبتين، تبدأ من الميركاتو الشتوي في 2015، مما سيجبر الفريق الكتالوني على إتمام صفقات أخرى، تحسبا لخروج بعض اللاعبين السنة القادمة.
وبلغت قمية مصروفات النادي الكتالوني في سوق الانتقالات الحالية، وإلى حدود الساعة حوالي 153 مليون يورو، استطاع من خلالها ضم ست نجوم جدد إلى صفوفه، فيما اكتفى ريال مدريد بإنفاق حوالي 115 مليون يورو فقط.
وضم برشلونة كلا من لويس سواريز، جيريمي ماتيو، كلاديو برافو، تير شتيغن، توماس فيرميلين، وإيفان راكيتيش، بينما اكتفى ريال مدريد بانتداب 3 لاعبين، هم خاميس رودريغيز، كروس، وكيلور نافاس.
ومن المنتظر أن يتسع فارق المصروفات في سوق الانتقالات الصيفية هذه السنة بين قطبي الكلاسيكو، خاصة بعد إعلان ريال مريد إغلاق الباب أمام الوافدين الجدد، في مقابل تأكيد المدير الرياضي للبارصا، أندوني زوبيزاريتا، نية الفريق إتمام صفقات أخرى، خاصة بعد تثبيت عقوبة الفيفا.
وأثارت صفقات النادي الكتالوني، خاصة في خط الدفاع، سخط الجماهير الكتالونية، التي كانت تُمني النفس بأسماء كبيرة، على غرار الألماني هوميلز أو البرازيلي تياغو سيلفا، حيث تعاقد مع أسماء مغمورة كفرمايلين القادم من أرسنال وماتيو من فالنسيا.
في مقابل ذلك، نزل الفريق الكتالوني بكامل ثقله من أجل انتداب الأوروغواني لويس سواريز، حيث تراوحت قيمة الصفقة بين 80 و90 مليون يورو، بعد إحجام ليفربول وبرشلونة عن إعلان قيمة الانتقال.