انتهت عطلة الصيف وعاد الناس إلى قواعدهم سالمين، أو شبه سالمين، بعد أن وجدوا في طريقهم حاجزا جديدا اسمه الدخول المدرسي، وبعد أيام سيقفون وجها لوجه أمام كبش العيد.
عطلة الصيف تحولت منذ زمن بعيد من فترة للاستمتاع إلى فترة للمعاناة. ففي الماضي لم يكن هناك تقليد راسخ بين الناس على أن العطلة الصفية مسألة “مقدسة”، بل كان الناس يستمتعون بها حسب المستطاع، وكل واحد “يْصيّف عْلى قدّ جيبُو”.
اليوم صارت عطلة الصيف مناسبة جديدة لإرهاق جيوب الناس، والأسرة التي لا تسافر للإبحار في مكان جميل تُعتبر أسرة معاقة ماديا ونفسيا، وحتى صورتها “تتبهدل” بين الجيران والمعارف.
الصيف صار أيضا مناسبة لإرهاق الناس نفسيا. فمن أجل الوصول إلى البحر ينبغي المرور بمعاناة كبيرة في كل مكان، في الطرقات المزدحمة والباراجات الأمنية المقلقة والمطاعم الجشعة والوجبات المسمومة والطرقات الخطيرة وغلاء كل المواد وحلب “المُصيّفين” والحوادث المميتة وحراس السيارات “المشرملين”.. وأشياء كثيرة أخرى.
الاستفتاء الذي طرحته “طنجة أنتر” حول هذا الموضوع، والذي جاء بصيغة “هل فصل الصيف في المغرب فرصة للاستمتاع أم فترة للمعاناة؟”، جاءت إجاباته صريحة وواضحة، حيث قال 20 في المائة من المستجوبين إنه فرصة للاستمتاع، بينما قال 80 في المائة إنه فترة للمعاناة.
هكذا تتغير الكثير من الأشياء نحو السلبية بعدما كانت في الماضي من ضمن الإيجابيات، والسبب هو أننا بلد يتحرك بشكل عشوائي في كل الاتجاهات، كما أننا شعب بلا بوصلة في الكثير من مناحي حياتنا.