لم تثبت مزاعم غامضة نشرتها صحيفة مصرية قبل بضعة أسابيع حين تحدثت عن تسونامي مدمر سيضرب المغرب نهاية السنة المنقضية ويخلف عشرة ملايين ضحية، أغلبهم في شمال المغرب.
وكان الخبر المنشور قد أورد بعض التفاصيل الغريبة، من بينها أن هذا التسونامي سيكون الأشد من نوعه، وأن سكان المناطق الشمالية، وعلى رأسها طنجة، سيضطرون للتوجه جنوبا هربا من عواقبه المدمرة، كما أن الخسائر المادية ستصل تسعة ملايين درهم.
ويبدو من تفاصيل ذلك الخبر أنه سريالي إلى حد كبير، حيث أنه تحدث عن خسائر بشرية من عشرة ملايين نفس، بينما الخسائر المادية في حدود تسعة ملايين درهم، وهو مبلغ تافه يتوفر عليه أصغر لص عمومي في البلاد.
وكان مغاربة قد سخروا من ذلك الخبر المنشور في صحيفة “الدستور المصرية”، واعتبروه ردا من أنصار العسكري عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة في مصر، على الدعوة إلى رفع شارة “رابعة العدوية” في ملاعب أكادير والدار البيضاء خلال منافسات الموندياليتو، وهي المنافسات التي شارك فيها فريق الأهلي المصري وخرج من الدور الأول.
غير أن ذلك الخبر، الذي تم نشره في منتصف الشهر الماضي، والذي حدد يوم 26 دجنبر 2013 لوقوع الكارثة، ترك بعض الشك في نفوس عدد من المغاربة، خصوصا سكان الرباط وضواحيها والعرائش ومناطق مجاورة، والذين استشعروا هزة أرضية خفيفة صباح الاثنين 16 دجنبر من الشهر الماضي، وما زال في بث المخاوف هو أن المصالح المعنية سكتت عن تلك الهزة الأرضية لوقت طويل وكأن الأمر يتعلق ب”هزة أرضية سرية” لا ينبغي الحديث عنها.
لكن موجة الشك الأكبر هي التي أصابت سكان طنجة قبل حوالي أسبوعين، حين هطلت أمطار غزيرة لمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات، فحولت شوارع المدينة إلى أنهار وبحار حقيقية، ولم تكن طنجة في حاجة إلى أمواج تسونامي عملاقة لكي تغرق.
اليوم، وبعد بداية العام الجديد بسلام، يبدو أن طنجة، التي كانت مرشحة للتدمير على يد ذلك التسونامي الوهمي، لم تختف كما كان مرتقبا، لكنها مرشحة للاختفاء في أي وقت خلال مواسم الأمطار، خصوصا بعد أن تم السطو على كل الوديان ومجاري المياه الطبيعية في المدينة وبناء عمارات ومجمعات سكنية فوقها، وانشغل مسؤولوها ومنتخبوها بملء جيوبهم وأرصدتهم على حساب سكان ومصالح المدينة.