الوضع لم يعد قابلا للتجاهل، فوباء “إيبولا” القاتل صار على أبواب طنجة خصوصا، وأبواب شمال المغرب عموما، خصوصا بعد أن اشتعلت أضواء الخطر في إسبانيا، التي توفي بها مصابون بهذا الداء قبل أسابيع، وظهرت حالة أخيرة لممرضة كانت تعالج المصابين سابقا.
أن يكون الوباء القاتل موجودا في إسبانيا فهذا ينذر بالخطر، وليس مجرد تخوف زائف، والمثل المغربي القديم قول “إذا شفْتي راسْ جارْك كيتْحسّن.. فزّكْ دْيالك”، يعني أن الخطر الذي يعاني منه جارك لا بد أنه واصل إليك لا محالة.
لكن يبدو، حتى الآن، وعلى الرغم من وجود خطر حقيقي على أبواب طنجة، أقرب مدينة مغربية وإفريقية وعربية إلى أوربا، فإن لا أحد يهتم بذلك، لا وزارة الصحة المركزية في الرباط ولا المصالح الطبية في طنجة. هناك، إذن، إصرار على التجاهل، وكأن ضحايا “إيبولا” يوجدون في جزر الوقواق وليس قرب أنوفنا في إسبانيا.
وكانت السلطات الصحية في إسبانيا، أعلنت أمس الاثنين، عن تسجيل أول إصابة بفيروس إيبولا في البلاد، بعد أن تبين ظهور أعراض المرض عند ممرضة إسبانية كانت تعالج مريضا مصابا بالفيروس.
وأوضحت مصادر في هيئة الصحة الإسبانية أن الممرضة أصيبت بالمرض بعدما تولت العناية بمبشر إسباني كان يعمل مع إحدى البعثات التبشيرية في سيراليون.
وجاء الإعلان عن الحالة بعد نقل الممرضة المصابة إلى مستشفى في ضواحي العاصمة مدريد، حيث أجريت لها فحوص طبية بعد ظهور الأعراض عليها.
وتوجد طنجة في قلب الإعصار، ليس فقط بسبب قربها من إسبانيا، بل أيضا لأنها ممر رئيسي لآلاف المهاجرين السريين الأفارقة القادمين من بلدان غرب إفريقيا، مثل ليبيريا وسيراليوني وساحل العاج، وهي البلدان التي تعرف استفحالا كبيرا لوباء “إيبولا”، والتي مات فيها الآلاف مؤخرا بسبب هذا الوباء.