وباء “إيبولا” لا يبدو بعيدا عنا، لذلك طلب المغرب تأجيل نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي كانت مقررة في أول شهر من السنة المقبلة، رغم أنه قيل الكثير عن “الأسباب الأخرى” التي دفعت المغرب لطلب التأجيل أو للتخلص نهائيا من هذه الكأس المُدوّخة.
هذا الوباء لا يبدو أيضا بعيدا عن طنجة، التي تعتبر المدينة المغربية الأكثر بعدا عن عمق إفريقيا جغرافيا، لكنها أيضا الأقرب لعمق إفريقيا لأسباب كثيرة.
طنجة هي المعبر الرئيسي لآلاف المهاجرين الأفارقة نحو أوربا، وفيها يعيش آلاف الأفارقة في أماكن مختلفة من المدينة، وهي مرشحة باستمرار لاستقبال المزيد منهم، ومن بينهم من يأتون من بلدان تعاني كثيرا من وباء إيبولا.
المهاجرون الأفارقة الذين يصلون طنجة لا يمرون عبر النقاط الحدودية والمطارات، بل يأتون إليها بطرق ملتوية، وسواء كان الوباء حقيقيا أم وهميا، فإن الخطر قائم.
هناك وضعية خطر أخرى وهي قرب طنجة من إسبانيا، وهي البلاد التي مات فيها مصاب بالإيبولا، وهناك آخرون في وضعة الخطر، ويوجد مئات آخرون تحت المراقبة الطبية.
الخطر القادم من إسبانيا واضح لأن طنجة تستقبل إسبانا كثيرين كسياح ومستثمرين وباحثين عن لقمة عيش في عز الأزمة التي تخنق بلادهم، لذلك فإمكانية نقل “الإيبولا” من إسبانيا إلى طنجة قائم أيضا.
هذه المخاوف كلها عبر عنها المشاركون في استفتاء الرأي الذي طرحه موقع “طنجة أنتر” عبر سؤال يقول: هل تعتقد أن طنجة ستعاني من وباء “إيبولا” بسبب قربها من إسبانيا ووجود مهاجرين أفارقة كُثر؟، وكانت النتيجة واضحة: أكثر من 85 في المائة من المشاركين قالوا “نعم” إن طنجة ستعاني، وحوالي 15 في المائة فقط قالوا لا.