كشف مرصد الشمال لحقوق الإنسان عن معطيات هامة تهم المغاربة الملتحقين بصفوف الجماعات المسلحة في سوريا والعراق من شمال المغرب، حيث ينتمي أغلبهم لفئات اجتماعية هشة.
وأبرز بحث ميداني أنجزه مرصد الشمال لحقوق الإنسان، واستهدف مدن تطوان والمضيق التي هاجر منها نحو 500 مقاتل، أن أغلب الشباب المهاجر إلى سوريا والعراق ينتمون إلى طبقة اجتماعية متدنية بأحياء شعبية، تعاني البطالة، الإقصاء والتهميش الاجتماعي .
وأضاف البحث أن الشباب ما بين 15 و 25 سنة تعد الفئة الأكثر استهدافا واستقطابا إلى سوريا والعراق، حيث يعانون من ظروف اجتماعية صعبة، إضافة إلى أن غالبية الملتحقين لم يتجاوز سنهم الثلاثين عاما.
وحسب المؤهل التعليمي، لوحظ أن أكثر من 57 في المائة من العينة المدروسة مستواها التعليمي لا يتجاوز المرحلة الابتدائية، فيما بلغ الملتحقون ممن بلغوا التعليم الإعدادي 27 في المائة، و6 في المائة ثانوي و10 في المائة جامعي.
كما أبرز البحث أن أغلبية المقاتلين سافروا عن طريق مطار الدار البيضاء إلى سوريا عبر تركيا، مع تسجيل تساهل ومرونة من طرف السلطات المغربية في بداية الثورة السورية وتشدد نسبي بعد تكوين تحالف دولي لمواجهة ” الدولة الإسلامية”.
كما خلص البحث إلى أن أغلبية الملتحقين بصفوف الجماعات المقاتلة ليس لهم أي انتماء سياسي، سواء لحزب أو جمعية مدنية، باستثناء انتماء بعضهم لحركة 20 فبراير واللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين.
وبخصوص دوافع المقاتلين، فقد قسمها البحث إلى عوامل دنيوية من قبيل تحقيق الذات والبحث عن البطولة والمغامرة والرفاهية، وأخرى دينية تشمل الجهادو نصرة للمستضعفين، خاصة لدى الجيل الثاني الذي تأثر بما يبثه بعض المقاتلين من شمال المغرب المنتمون للدولة الإسلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو.
وخلص البحث إلى أنه من بين العوامل غير المباشرة في هجرة المقاتلين من شمال المغرب هو التهميش الذي عرفته منطقة الشمال من طرف السلطات المركزية، وعدم استفادة أبنائه مما تعرفه المنطقة من برامج للتنمية.