كل أسبوع يحاول مئات المهاجرين تسلق الحواجز العالية التي تحيط بسبتة ومليلية المحتلتين، واللتين يحرسها نحو 600 من الحرس المدني الإسباني.
وتزايد تدفق هؤلاء طلبا للجوء وهربا من النزاعات في سوريا وليبيا والعراق ومالي والسودان، وتقول السلطات المحلية إن المحاولات تتزايد.
ففي مليلية حاول نحو 20 ألف شخص في 2014 التسلل خلسة نجح منهم 4700، وهو عدد يفوق من دخل سبتة ومليلية معا في 2013.
وقال عبدالمالك البركاني محافظ مليلية إن “الضغط على أشده”، مضيفا أن “المشكلة لا تخص إسبانيا والمغرب فقط، بل أيضاً الاتحاد الأوروبي”.
وتستخدم كل الحيل للتسلل، ويختبئ أطفال وكبار وسط حمولة شاحنة أو تحت السيارات أو داخل مقاعد مفرغة أو حتى تحت لوحات القيادة فوق المحرك.
أما في مليلية فإن الأقوياء يحاولون تسلق الحاجز الشاهق، ستة أمتار، الذي يفصل المغرب عن إسبانيا.
وأصبح هذا الحاجز شهيرا من خلال صورة لمجموعات من المهاجرين معلقين بالسياج الذي يعلو ملعبا للجولف أخضر ظهر فيه لاعبون يمارسون هوايتهم في لامبالاة تامة.
ويبقى هؤلاء المهاجرون معلقين حتى يسقطوا من فرط التعب أو تحت عصي قوات الأمن.
وتمكن أبو دياريسو (22 عاما)، وهو من ساحل العاج، من العبور. وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “يجب أن تكون قويا، أسدا!”، وبدا فخورا بأنه الوحيد الذي تمكن من تسلق السياج من مجموعة من 200 مهاجر سري.
ويحدث أن يسقط أيضاً عناصر من الحرس المدني خلال هذه المواجهات حول الحاجز. وقال مصدر في الحرس “إنها مأساة للمهاجرين، لكنها أيضاً بالنسبة إلينا”، مشيراً إلى إصابة 38 عنصرا من الحرس بجروح في 2014.
وفي سبتة غرق 15 مهاجرا أثناء محاولة الوصول إلى المدينة عبر البحر.
وأظهر شريط فيديو صورا في 15 أكتوبر من قبل جمعية برودين للدفاع عن حقوق الإنسان حراسا يضربون مهاجرا ثم يعيدونه وهو فاقد للوعي إلى المغرب دون أن يهتموا بمعرفة ما به أو تقديم إسعافات له.
وتريد إسبانيا أن تجعل من مثل عمليات الطرد الفورية هذه دون منح المهاجر إمكانية طلب اللجوء، قانونية.
وتشتكي إسبانيا من قلة دعم الاتحاد الأوروبي للحفاظ على سبتة ومليلية الاستراتيجيين بالنسبة للجميع في أوروبا.
وندد مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، نيل مويزنيكس، بهذا المشروع، معتبرا أنه “ظالم وغير قانوني من وجهة نظر القانون الدولي”.
ورد وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز قائلا “هؤلاء الناس الجالسون في مكاتبهم بشمال أوروبا وليس لديهم هذه المشاكل يعطوننا دروسا في الإنسانية”.
وبحسب مانويل سوريا، الناشط الحقوقي في مليلية، فإن المهاجرين السريين يتعرضون أيضاً لهجمات “قاسية” في المغرب.
بموازاة هذه المأساة تزدهر شبكات تهريب المهاجرين التي تقبض حتى ثلاثة آلاف يورو عن كل مهاجر، بحسب الحرس المدني الإسباني.
وتعمل إحدى الشبكات انطلاقا من غرب إفريقيا، وتجبر شبكة أخرى يتولاها مهربون وقوادون من نيجيريا، المهاجرين على الدفع شخصيا كلفة السفر من عائلتهم بعد وصولهم.
وفي بروكسل دعا الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى مزيد من الإنفاق من أجل حماية الحدود التي تبلغ ميزانيتها حاليا 90 مليون يورو.