في خطوة غير متوقعة، عمدت بعض الجرافات إلى القيام بأعمال حفر قرب البناية الأثرية، التي كانت تحتضن القيادة العليا للمقاومة الريفية خلال العشرينيات من القرن الماضي. أعمال الحفر التي تنجزها شركة لقنوات الماء الصالح للشرب أحدثت تصدعات قرب المكان المجاور لقيادة ابن عبد الكريم بل إن أعمال الحفر عزلت مقر القيادة.
وأصدرت جمعية “ذاكرة الريف” بيانا ناريا تهاجم فيه السلطات بعد الشروع في أعمال الحفر قالت فيه “واليوم، ونحن على بعد أقل من أسبوع من إحياء الذكرى 52 لرحيل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، عنوان الكرامة والتضحية والحرية ونبراس الوطنيين المكافحين من أجل التحرير والتحرر والانعتاق، تفاجئنا الشركة بتصرفها الوقح الاستفزازي وغير القانوني، واختارت لارتكاب جريمتها يوم الأحد، ظنا منها أن لا أحد سيلتفت لعملها المشين وأن أشغالها ستمر في سلام، ولسنا ندري السبب الذي دفع بالشركة إلى ذلك أو من يقف وراء هذا السلوك الشنيع، حيث أن التصميم المتوفر لديها والمتواجد لدى أحد التقنيين التابعين لها يثبت أن القنوات يجب أن تمر بمحاذاة الطريق وليس وسط الموقع”.
وواصلت جمعية ذاكرة الريف هجومها على الشركة وعلى السلطات بالقول إنه”مباشرة بعد ذيوع خبر الشروع في أعمال الحفر، تحرك المهتمون والغيورون على المواقع الأثرية، وقام وفد من جمعية ذاكرة الريف بمعاينة المكان وتوثيق ما حدث، كما حضر إلى عين المكان أعضاء من المجلس البلدي لأجدير بينهم رئيس المجلس، وباشا أجدير، للوقوف على طبيعة الأشغال وحجم الأضرار، ليتم إرغام الشركة على توقيف الأشغال وإرجاع الأتربة إلى الحفر التي تم شقها داخل الموقع”.
من جهته أكد رئيس الجمعية أن التدمير والتخريب والطمس، لا يستهدف فقط المقر التاريخي لقيادة المقاومة الريفية بأجدير، بل يشمل كل المباني التاريخية التي لها علاقة بالمقاومة الريفية، خاصة المقرات التي تم تشييدها من قبل حكومة الريف، برئاسة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، في عشرينيات القرن المنصرم.
عن “المساء”