استهجن مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية تتويج طنجة، مؤخرا، بجائزة أفضل مدينة غابوية في المغرب، معربا عن اندهاشه من مسارعة الجماعة الحضرية للتهليل لهذا التتويج رغم أنه خارج نطاق اختصاصها.
وهاجم المرصد، في بيان توصل “طنجة أنتر” بنسخة منه، الجماعة الحضرية، معربا عن اندهاشه من ترحيبها بالجائزة في الوقت الذي تعاني فيه مناطق نفوذ الجماعة “من خصاص لا يقل عن 600 هكتار من المساحات الخضراء للاستجابة للمعدلات الدولية”.
واعتبر المرصد أن الجائزة بمثابة تزييف لواقع الملك الغابوي بالمدينة، قائلا إن “مُحصلة تعاقب السياسات والبرامج والمخططات لم تستطع في عمومها حماية الملك الغابوي، حيث يواجه العديد من التحديات والإكرهات”.
وأبرز المرصد عددا من التحديات التي تواجه الملك الغابوي في طنجة، منها غياب ترسيم لحدود الملك الغابوي، مشيرا إلى “انتشار الملكيات الخاصة فيه، والتي تكون مسوغا أوليا لافتعال الحرائق ثم البناء”.
ومن التحديات أيضا التي تواجه الملك الغابوي “البناء العشوائي خاصة بغابة الراهراه ومسنانة والرميلات، إضافة إلى الحرائق وأعمال التخريب، ثم غياب مخطط إقليمي للنهوض بالمجال الغابوي.
كما ألمح المرصد إلى “تساهل المصالح الإقليمية للمياه والغابات في التنازل عن الملك الغابوي”، مستشهدا “بمشروع تصميم التهيئة المرتقب، الترخيص لنادي للفروسية بمنطقة غابوية، الترخيص لمقبرة وسط الغابة”.
وخلص المرصد في بيانه إلى أن واقع الملك الغابوي في طنجة “يعيش حالة من التردي، لا يمكن معها القول باستحقاق طنجة التتويج بجائزة أفضل مدينة غابوية في المغرب”.
وكانت المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر قد أعلنت أول أمس الأربعاء عن تتويج طنجة بجائزة أفضل مدينة غابوية بالمغرب، وحصول منتزه الرميلات على شارة “لواء غابة الاستقبال”.
ويطرح تتويج مدينة طنجة بجائزة أفضل مدينة غابوية في المغرب علامات استفهام كبرى حول معايير استحقاق هذه الجائزة، حيث إن الغطاء الغابوي في مدينة طنجة يواجه اجتياحا متسارعا من الإسمنت والآجور، بسبب جشع وحوش العقار.
كما أن عددا من غابات المدينة صارت فريسة لموجات البناء العشوائي وأعمال قطع وحرق واجتثاث الأشجار، وتغاضي السلطات أمام التلويث المتفاقم في عدد من المجالات الغابوية.
وأرفق مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بيانه بعدد من الصور تشي بحال وواقع الغابات في مدينة طنجة.