تعيش الجماعة القروية “ملوسة”، بعمالة فحص أنجرة بطنجة، تسيبا أمنيا غير مسبوق، رغم أنها تحتضن واحدا من أكبر المشاريع الوطنية والعالمية، وهو معمل “رونو” للسيارات.
واستفحل هذا التسيب الأمني خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، وتم تتويجه مؤخرا بمداهمة منازل قرويين بسطاء وسرقة أبقارهم ومواشيهم وعدد من تجهيزاتهم الفلاحية.
ويعيش الآلاف من سكان المنطقة رعبا كبيرا بسبب خوفهم من هجوم عصابات محترفة على المنطقة، على الرغم من أن المنطقة توجد بها عدة مراكز للدرك.
وعانت جماعة “ملوسة” في الأسابيع الأخيرة من أحداث خطيرة، من بينها احتجاز فتيات في مناطق معزولة أو بيوت مهجورة واغتصابهم من طرف عدد من المنحرفين، بالإضافة إلى اعتراض سبيل المارة وترويج المخدرات الصلبة.
وسبق لأفراد عصابة أن قيدوا حارسا ليليا كان يحرس مشروعا مرتبطا بالطريق السيار في المنطقة، حيث ظل مقيدا لعدة ساعات بينما اللصوص يجمعون غنائمهم في طمأنينة تامة.
كما قام اللصوص باقتحام منازل وتكسير أبوابها في عمق الجماعة القروية “ملوسة” على بعد أمتار فقط من قيادة الجماعة، بالإضافة إلى قيامهم بالسطو على مخزونات الوقود المرتبطة بعدد من المشاريع الاقتصادية في المنطقة.
وكانت آخر عملية هي التي شهدتها منطقة “ثلاثاء الزيتونة” حيث تمت سرقة عدد من رؤوس المواشي لقرويين بسطاء، وذلك في جنح الليل.
والغريب أن عملية السرقة تمت في منطقة غير بعيدة عن مركز الدرك، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة بين السكان حول الدور الذي يقوم به أفراد الدرك في المنطقة.
وكان لصوص تسللوا إلى المنطقة قبل بضعة أيام وسرقوا أربعة أبقار وعجول، ثم اختفوا في جنح الظلام، غير أن المثير هو أن شكاية السكان للدرك لم تلق آذانا صاغية، بل قيل للسكان الذين تعرضوا للسرقة “ابحثوا عن أبقاركم المسروقة وحينما تجدونها أخبرونا بذلك”.
وتسود المنطقة حالة تذمر بين السكان، سواء من العصابات المحترفة التي ركزت عملياتها على المنطقة، أو من الطريقة الأمنية التي يتم التعامل بها مع هذه الوضعية، حيث تظل شكايات السكان حبرا على ورق، وفي أحيان أخرى يتم الاكتفاء بالاستماع شفويا إلى السكان المتضررين ثم تذهب شكاياتهم أدراج الرياح.
والغريب أن هذا الوضع الأمني المتدهور يستفحل في جماعة يردد اسمها على كل لسان، على اعتبار أنها تحتضن واحدا من أكبر مصانع السيارات في العالم، كما أنها مرشحة لاحتضان مشاريع اقتصادية كبرى في المستقبل، من بينها مصانع سيارات عملاقة من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن الغريب هو أن مركز الدرك في جماعة “ملوسة” يعاني من تدهور كبير في وضعيته وبنائه وتجهيزاته ويشتغل بطريقة بدائية، وهو قابل للانهيار في أي وقت.
عن جريدة “المساء”