لا يزال مستشفى محمد السادس بطنجة يعيش مسلسلا محزنا من الكوارث الصحية بسبب غياب سيارة للإسعاف، حيث كانت آخر حلقات هذا المسلسل وفاة مريضة بالربو.
وكانت امرأة مريضة بالربو (الضّيقة) قدمت إلى مستشفى محمد السادس وهي في حالة خطيرة، إلا أن استفحال حالتها جعل إدارة المستشفى تقرر نقلها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى محمد الخامس.
وبسبب عدم وجود سيارة إسعاف، اتصلت إدارة مستشفى محمد السادس بمستشفى محمد الخامس، من أجل إرسال سيارة إسعاف لنقل المريضة، إلا أن الهاتف ظل يرن دون رد لعدة ساعات.
واضطر أحد أطباء مستشفى محمد السادس إلى تكليف أحد الحراس الخاصين باستعمال سيارة الطبيب الخاصة للانتقال حتى مستشفى محمد الخامس لطلب سيارة إسعاف، لنقل المريضة، غير أن المريضة، التي كانت في حالة حرجة، لم تتحمل انتظار كل تلك الساعات وفارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى.
وليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحالات بمستشفى محمد السادس، حيث أن غياب سيارة الإسعاف تسبب في حوادث مماثلة سابقا.
وتضطر إدارة مستشفى محمد السادس إلى طلب سيارة إسعاف من مستشفى محمد الخامس باستمرار، غير أن ذلك يتأخر لعدة ساعات، أو أنه لا يتم إرسال سيارة الإسعاف بالمرة.
وتقول مصادر مطلعة إن الفترة الوحيدة التي يتوفر فيها مستشفى محمد السادس على سيارة إسعاف هي التي تتزامن مع الزيارات الملكية لطنجة، ومباشرة بعد مغادرة الملك للمدينة يتم حرمان المستشفى من السيارة.
كما يعاني مستشفى محمد السادس من عدم وجود طبيب تخدير، مما دفع إلى نقل كل العمليات الجراحية إلى مستشفى محمد الخامس، الذي أصبح يعاني من ضغط رهيب، علما أن العمليات التي كانت تجري بمستشفى محمد السادس تقارب الألف سنويا ما بين عمليات الولادة القيصرية والعمليات الجراحية العامة.