الحكيم رحل.. الأستاذ رحل.. لويس أراغونيس رحل.. هكذا سيردد الجميع بعد سماع الخبر الحزين صباح يومه السبت فاتح فبراير 2014، إذ ودع المدرب السابق للمنتخب الإسباني، وبطل أوروبا سنة 2008، الحياة، عن عمر 75 سنة، بعدما خسر مباراته أمام المرض.
شيخ المدربين الذي أخرج الكرة الإسبانية من القمقم لتتسيد العالم منذ 2008، وتستمر في ذلك إلى الآن، سيذكر له الإسبان دائما أنه كون منتخبا لا يقهر، قد يكون الأفضل في تاريخ الكرة العالمية، وهو كذلك قطعا في إسبانيا.

أراغونيس اللاعب
أراغونيس، المولود بـ”هورتيليزا” الإسبانية في 28 يوليوز سنة 1938، بدأ مسيرته لاعبا في مركز الهجوم مع خيتافي سنة 1957، وبعد سنة واحدة سينتقل لريال مدريد، لكنه لم يمكث فيه طويلا، حيث إنه خلال السنتين اللتين ارتبط فيهما اسمه بالنادي الملكي، ظل يعار من ناد لآخر، فمر عبر ريكريتيفو هويلفا، وهيركوليس دي اليكانطي وغيرهما.
انتقل بعدها أراغونيس إلى ريال أوفييدو لموسم واحد، ثم إلى ريال بيتيس الإشبيلي لـ3 مواسيم، قبل أن يستقر به المقام طويلا في أتليتيكو مدريد، من 1964 إلى 1974، عقد كامل لعب فيه 372 مباراة، وسجل 172 هدفا، محققا لقب الليغا 3 مرات، أعوام 1966 و1970 و1973، وكأس إسبانيا مرتين، سنة 1965، و1972.
ولم يمثل أراغونيس منتخب إسبانيا كثيرا، إذ حمل قميص “لا روخا” 11 مرة، ما بين 1964 و1972، سجل خلالها 3 أهداف.
التدريب وألقاب الأتليتيكو
مباشرة بعد إنهاء مشواره كلاعب لأتليتيكو مدريد، سينتقل أراغونيس لدكة البدلاء كمدرب، وهو المنصب الذي استمر فيه ما بين 1974 و1980، محققا لقبا لليغا ولقبا لكأس إسبانيا ولقبا لكأس الإنتركونتنونتال، وقد عاد 3 مرات أخرى لتدريب الأتليتيكو، ما بين 1982 و1987، محققا لقبا لكأس الملك، ولقب الكأس الإسبانية الممتازة، ثم ما بين 1991 و1993، حيث حقق لقب كأس الملك، وأخيرا ما بين 2002 و2003.

لقب آخر حققه لويس آراغونيس، مع برشلونة هذه المرة، وهو كأس الملك سنة 1988، كما سبق له أن درب فرقا اخرى كبيرة، كفالينسيا وبيتيس وإسبانيول ومايوركا، في حين لم يدرب طيلة مشواره خارج إسبانيا سوى مرة وحيدة، عندما درب فنربخشة التركي عاما واحدا، ما بين 2008 و2009.
من المنتخب.. إلى السماء
عين الاتحاد الإسباني لويس أراغونيس مدربا للمنتخب الإسباني سنة 2004، ليصل معه إلى مونديال ألمانيا سنة 2006، وخلال هذا الاختبار العالمي الأول لشيخ المدربين، لم يشذ منتخب “لاروخا” عن قاعدة الإخفاقات في الكأس الذهبية، فالتشكيلة التي كان يقودها راؤول غونزاليس خرجت من الدور الثاني على يد فرنسا زيدان.

ثقة الاتحاد الإسباني في أراغونيس رغم الإقصاء، ومغامرته بذلك رغم القصف الإعلامي، لن تذهب سدى، فالمدرب الشيخ سيصنع المعجزة سنة 2008، في يورو سويسرا والنمسا، ليقود منتخب الثيران للقب أوروبي استعصى عليه منذ 1964، بتشكيلة ابدعت وأقنعت وأمتعت.
أراغونيس سيمضي قانعا بما حققه، ليترك قيادة السفينة إلى فيليبي ديل بوسكي، بعدما أسس ترسانة من المحاربين، يتقدمهم كاسيياس وتشافي وإنييستا وراموس وفابريغاس وألونسو وتوريس، هؤلاء الذين شكلوا حجر الزاوية في إنجاز مونديالي عبقري، ثم تتويج أوروبي أكمل ثلاثية تاريخية لم يسبق لأي منتخب التتويج بها.

وبعدما انتصر على كل التحديات، وهزم كل الخصوم في المباريات، وجد أراغونيس نفسه مجبرا على خوض مباراة ضد خصمين: الشيخوخة والمرض، انتهت لصالحهما صباح اليوم، لتبقى إنجازات شيخ المدربين شاهدة على عبقرية كروية قد لا تتكرر.



