كشفت حادثة محاولة السطو الأخيرة على وكالة بنكية في طنجة موضوعا شبه مسكوت عنه وهو تعاطف الكثير من الناس مع لصوص الأبناك.
وعكس باقي اللصوص الذين يتعرضون لوابل من الكراهية، إلا أن لصوص الأبناك لا يعدمون متعاطفين كثيرين، غالبا ما يعبرون عن هذا التعاطف بصراحة، وهو تعاطف صار اليوم أكثر بروزا مع ظهور وسائط التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وخلال عملية السطو الناجحة التي تعرضت لها وكالة بنكية في شارع مولاي عبد العزيز بطنجة منذ أكثر من عام، حفلت جدران الفيسبوك بكثير من عبارات التشفي في حق البنك الذي تعرض للسرقة، وتمنى كثيرون ألا يتم القبض أبدا على منفذي السطو.
وكلما كان الوقت يمر من دون القبض على اللصوص كان التشفي يكبر وعبارات السخرية من الأمن والأبناك تزداد قوة وقسوة.
وفي الوقت الذي اعتقد كثيرون أن تلك السرقة “العجائبية” دخلت غياهب النسيان وأن منفذيها لن يتم اكتشافهم أبدا، جاءت محاولة السطو الأخيرة على وكالة بنكية في حي فال فلوري، وبينت التحقيقات الأمنية أن منفذيها هم أنفسهم الذين نفذوا عملية شارع مولاي عبد العزيز، أي أن عملية سرقة فاشلة أسقطت “أبطال” عملية سرقة ناجحة.
العقل المدبر لعمليتيْ السطو هو رجل في الأربعينات، أي أنه “شارب عقلو” ظاهريا، لكن الحقيقة أنه لا يزال يعيش مراهقة متأخرة عبر سلوكاته العدوانية وسوابقه الكثيرة، خاصة فيما يتعلق بالاغتصاب.
هذه الطبيعة العدوانية واستغلال الأموال المسروقة من أجل الاستبداد الشخصي والاجتماعي قد تدفع كثيرا من الناس لإعادة النظر في تعاطفهم غير المشروط مع لصوص الأبناك، لأن هؤلاء لا يوزعون الأموال المسروقة على الفقراء والمحتاجين، كما كان يفعل “روبين هود”، بل يعربدون بها ويمارسون عدوانية المال على الفقراء.
لكن، عموما، فإن كثيرا من الناس سيستمرون في التعاطف مع لصوص الأبناك لسبب رئيسي، وهو أن هذه الأبناك تمارس عمليات سطو يومية على ملايين المواطنين البسطاء، بل إنها تنهبهم بأكثر الطرق وحشية من دون أن تتعرض للمحاسبة والمساءلة.