اليوم يوم الانتخاب، واليوم يوم القمامة. والناس، أو بعض الناس، يتوجهون إلى مكاتب الاقتراع للتصويت، بينما آلاف عمال النظافة سيمضون ساعات طويلة في جمع قمامة آلاف المرشحين الذين رموا أوراقهم في كل مكان ثم انصرفوا، وتركوا عمال النظافة المساكين يعانون الأمرين من أجل جمعها ووضعها في المكان المناسب، براميل القمامة.
الناس الذين سيتوجهون إلى مكاتب التصويت سيؤشرون على رمز المرشح ويضعون الورقة في صندوق زجاجي شفاف، بينما عمال النظافة أمامهم مهمة أصعب بكثير وهي استعمال المكانس لجمع آلاف الوجوه الوسخة من كل مكان ووضعها في المكان المناسب أيضاً.. براميل القمامة.
عمال النظافة يرجون من الله ألا يسلط عليهم رياح الشرقي حتى لا تصبح مهمتهم مستحيلة. إنهم مثل الصيادين على شاطئ البحر، يرجون أن تكون الرياح ضعيفة حتى يظل البحر ساكنا وظفروا ببعض الصيد، فما أصعب أن يطارد عامل نظافة ورقة مرشح وهي تطير في الهواء، تماماً كما تطير الوعود التي لا أحد يستطيع اللحاق بها.
كل مواطن مغربي شريف عليه أن يرفع هذا اليوم أكف الضراعة إلى الله ويرجو منه، جل وعلا، أن يرزق الصبر والقوة لعمال النظافة لكي ينظفوا شوارعنا وأزقتنا من قمامة المرشحين، وأن يضعوها في أقرب وقت حيث يجب أن توضع.. براميل الأزبال!