هذه الصورة تلخص الكثير من مظاهر الازدهار الطرقي والعمراني الذي تعرفه طنجة مؤخراً، لكنها تلخص أيضاً واحدة من كوارث التخطيط لبرنامج طنجة الكبرى.
في هذه الصورة، بطريق الرباط الرئيسية، يبدو مجرى مائي كبير لتجميع مياه الأمطار وغيرها وتصريفها في قناة خاصة تحمي أجزاء كبيرة من المدينة من الفيضانات، وهذا تخطيط سليم ولا نقاش حوله.
لكن في الصورة نفسها تبدو المخاطر الكبيرة المحدقة بالأرواح البشرية.. فعلى جانب القنطرة الصغيرة لا يوجد أي حاجز حقيقي، سواء من الأسمنت أو غيره لحماية السيارات من السقوط في القناة، وأيضا لحماية المارة الذين لا يتوفرون على أي ممر للراجلين فوق القنطرة.
ويظهر على يمين الصورة ممر خاص بالراجلين، وبين الممر والقناة لا يوجد أيضاً أي حاجز. ولكم أن تتصوروا فقط ان امرأة تتمشى على جانب القناة وهي تدفع عربة رضيعها، وفجأة يرن هاتفها المحمول فتحاول البحث عنه وتلفت منها العربة، أكيد أنكم تتخيلون ما سيحدث، وهناك احتمالات كثيرة مثل هذه.
وقبل بضعة أيام سقط طفل في هذه القناة فأصيب بعدة كسور في جسمه، كما أن هذه المنطقة تعرف تسيبا أمنيا، وغالبا ما يتعرض المواطنون لاعتداءات ولا يجدون حتى ممرات للهرب، لأن هذه القناة شكلت دعما لللصوص والمنحرفين.
إنها واحدة من مظاهر الاختلالات الخطيرة في عدد من مشاريع طنجة الكبرى.