الصورة الحضارية التي رسمها سكان مدينة طنجة، أول أمس السبت، عندما قرروا “إظلام” بيوتهم ومحلاتهم، أو بالأحرى مدينتهم، احتجاجا على معاناتهم مع شركة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء، أمانديس، بعد توزيعها لفواتير استهلاك “فاحشة” القيمة، لم يخدشه إلا ممارسات فئة من المحتجين التي انتهجت “العنف”.
الظاهرة لا يمكن تمريرها دون تدبرها وإيلائها الاهتمام اللازم.. فإن كان الطنجاويون على قلب رجل واحد في المعاناة واستشعار الألم الذي تسببه “أمانديس” لجيوبهم، وقبلها كرامتهم من خلال “الصلف والاستعلاء” الذي تواجههم به الشركة الفرنسية، فإنهم ليسوا سواء في “رد الفعل”.
انجلاء صبح يوم الأحد كشف عن ممارسات لا يمكن أن تأخذ لها مكانا في الصورة الناصعة لـ “ثورة الشموع” ليلة السبت، فلا يمكن تفهُّم الاعتدء على الممتلكات الخاصة وتكسير السيارات، وإن كانت تابعة لأمانديس، والأدهى من ذلك قيام مجموعات من الشبان بجولات تمشيطية في الأحياء وتهديد البيوت التي لم تطفئ أنوارها، وفي بعض الحالات كانت تلك البيوت عرضة لوابل من الحجارة وتكسير زجاج نوافذها.
وإن كان تلك الحوادث معزولة ومحدودة في أثر وانتشارها، إلا أن مواصلة أمانديس لصلفها وتعنتها قد يفاقم الغضب والاحتقان، وهما عاملان يصعب معهما ضبط أو تأطير المحتجين، مما قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.