يبدو أن حزمة الإجراءات التي جاء بها بلاغ سلطات طنجة أمس أول أمس الجمعة لم تقنع سكان مدينة طنجة الذين اختاروا تصعيد حراكهم ضد أمانديس باحتشاد هو الأضخم منذ بداية الأزمة بساحة الأمم وسط المدينة.
وبدا واضحا أن الطنجاويين عازمون على الذهاب إلى أبعد حد في مواجهة الشركة الاستعمارية أمانديس، رغم محاولات الترغيب البلاغ اللقيط الصادر يوم الجمعة والترهيب من خلال الانتشار الأمني غير المسبوق بمعظم مقاطعات عاصمة البوغاز.
وشهدت ساحة الأمم مساء السبت احتجاجات هي الأضخم منذ بداية الحراك الشعبي ضد أمانديس، حيث تقاطرت المسيرات الحاشدة من مختلف أنحاء المدينة.
وكان المسيرة الأكبر هي تلك التي قدمت من بني مكادة، رغم التشديدات الأمنية الكبيرة خاصة في تقاطع شارعيْ مولاي سليمان والجيش الملكي، حيث تم وقف حركة السير في “طريق الرباط”، في حين أكد المحتجون رصدهم لتشكيلات جديدة في صفوف القوات، لم يسبق أن تم رؤيتها في طنجة.
وغضت ساحة الأمم بالمحتجين الذي تقاطروا حوالي الساعة الثامنة المنطقة، في حين انحصر دور الأمن في الرصد والتتبع عن بُعد، دون تسجيل أي تدخل يذكر، فيما التزم المحتجون بعد إثارة أي مظهر من مظاهر الشغب أو العنف أو التخريب.
وركز المتظاهرون في احتجاجهم على المطالبة برحيل أمانديس، من خلال هتافات من قبيل “الشعب يريد إسقاط أمانديس”، و “أمانديس شفارة” و “أمانديس ارحل”، بالإضافة إلى لافتات معبرة.
وما أن حلت الساعة الساعة العاشرة حتى بدأت الحشود بالانصراف عن ساحة الأمم، دون تسجيل أي أحداث تذكر، فيما ظل القوات الأمن يراقب الحركة عن بعد.
وبموازة الاحتجاج في ساحة الأمم، أطفأت أحياء بكاملها الأضواء استجابة لدعوات إظلام المدينة، فيما بات يعرف بـ “ثورة الشموع”، وخاصة في المناطق الشعبية التي تمثل أكثر الفئات تضررا من أمانديس.