ساحة السوق دبرّا، أو السوق البراني، مرت في أحضانها كل التطورات التي عرفتها طنجة، منها مر التخلف والتقدم، ثم الانحطاط، وفيها تعايش المسلمون والنصارى واليهود، وفيها رست أولى سيارات العالم جنبا إلى جنب مع البغال والحمير، وحولها كانت المساجد والبيع والكنائس، وفي أرجائها توقفت كل أجيال سيارات الأجرة، وقربها قبور مسلمين ويهود ونصارى ومجوس، ومنها كانت تمر المواكب الدينية ومريدو الزوايا، وقربها نشأت حوانيت عشرات الحدادين الذين ازدهرت تجارتهم حين صار أهل طنجة يتخلون عن الأبواب الخشبية لصالح الأبواب الحديدية بعد أن صار الأمن والأمان يهربان من المدينة.
من هذه الساحة مر كل شيء، وهي بقيت لا شيء.