في العهد الدولي لطنجة بنى الإسبان لأنفسهم قنصلية فسيحة هي اليوم تحفة معمارية وطبيعية بكل المقاييس. هذه القنصلية جاءت استمرارا لوجود إسباني قوي جدا في المدينة، وهو وجود يمتد إلى أيام كان المغرب بلدا قويا يفرض مهابته على أوروبا، لذلك كان الإسبان يعتبرون طنجة دائما بمثابة العاصمة الحقيقية ويضعون فيها أبرز وأقوى دبلوماسييهم وقناصلتهم. ومنذ نهاية القرن الثامن عشر وإلى حدود اليوم، تعاقب على طنجة ما يقارب مائة قنصل إسباني.
قنصلية إسبانيا تمتد على مساحة عدة هكتارات، وبها حدائق مبهرة وأشجار نادرة، وستظل هذه القنصلية من بين الأماكن القليلة التي تؤرخ لزمن طنجة الجميل.
الإسبان كانوا حاضرين في طنجة بأشياء كثيرة أخرى، فقنصليتهم محاذية تماما لمدرسة إسبانية للتعليم الابتدائي، وقربها مدرسة ثانوية، وقربهما مركز ثقافي قوي ومؤثر، وغير بعيد عن كل ذلك يوجد المستشفى الإسباني، الذي انتهى كما ينتهي غيره.