كشفت الأحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة أرض الدولة في بني مكادة عن وجود “تحالف مقدس” بين تجار المخدرات وبين مجموعات سلفية تقاوم الشرطة كلما جرت محاولة للقبض على تاجر مخدرات خطير.
وسواء خلال الأحداث التي جرت خلال اليومين الماضيين، أو في الأحداث التي جرت قبل أزيد من عام في المنطقة نفسها، فإن الرابط بينها هو أن هناك تحالف وثيق بين سلفيين وبين مهربي وتجار للمخدرات الصلبة، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول هذا التحالف العجائبي.
الأحداث الأخيرة التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بدأت عندما حاول الأمن القبض على تاجر مخدرات خطير، وفجأة تحولت المواجهة إلى نزال مباشر وعنيف بين الأمن والسلفيين، مع أن السلفيين يعرفون أكثر من غيرهم خطر المخدرات على المجتمع، ويعرفون أيضا أن مروج المخدرات يلقى عقوبة الإعدام في عدد من البلدان ذات التوجه السلفي، مثل السعودية، التي تعتبر الراعي الرسمي للسلفيين في العالم.
ويتساءل الكثير من سكان منطقة أرض الدولة، ومنهم من فقدوا أبناءهم وعمداء أسرهم بسبب المخدرات الصلبة التي يتم ترويجها في المنطقة، عن الأسباب التي تدفع أولئك السلفيين، أو “السلفيون المزورون” كما يسمونهم، إلى التحالف مع مجرمي ترويج المخدرات الصلبة.
ويقول عدد من سكان منطقة بن مكادة إن كثيرا من المهاجرين من مناطق بعيدة، الذين استوطنوا المنطقة، وجدوا في إطلاق اللحية وارتداء العباءة والعمامة أفضل وسيلة لكسب العيش، وأن بعضهم يتاجرون في المخدرات أمام أعين الجميع.
وإذا صحت هذه الأقاويل حول سلفيي منطقة أرض الدولة، فإن العجب سيزول حول سر هذا التحالف بين العمامة والهيروين، وهو شيء لا يسيء فقط للتيار السلفي في طنجة والمغرب، بل يسيء للإسلام بكامله.