Close Menu
Tanger Inter

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.

    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    الأربعاء, سبتمبر 10
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    Tanger Inter
    • الرئيسية
    • تقارير و تحقيقات
    • مجتمع
    • ثقافة و فن
    • نوستالجيا
    • رياضة
    • اقتصاد
    • رأي
    • بروفايل
    • Pobre Tánger
    • شاشة طنجة أنتر
    Tanger Inter
    الرئيسية»رأي»الحلّوفْ
    رأي

    الحلّوفْ

    عبد الباري عطوانبواسطة عبد الباري عطوانمارس 29, 2014تعليقان3 دقائق
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    في سنوات السبعينيات، غنت تلك المرأة العجيبة، الحاجة الحمداوية، أغنية جميلة عن سائقي السيارات المتهورين، وأصبحت عبارتها “حوْلي بكْرُونو سايكْ الرّونو” تعبيرا صادقا عن صنف من الناس ركبوا سيارات الرّونو، والتي كانت وقتها امتيازا اجتماعيا كبيرا، خصوصا سيارات “رونو 12″، أو “الإيردوز” كما اصطلح الناس على تسميتها.

    في تلك الأيام البعيدة كان حصول مغربي على سيارة يشبه زيارة إلى القمر، والناس كانوا ينظرون إلى أصحاب السيارات وكأن القدر من عليهم بهبة لا يمكن أن يحصل عليها إلا الغارقون في النعيم، خصوصا وأن الناس كانوا يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على لقمة عيش، فكيف بسيارة يجب أن تطعمها أكثر مما تطعم أبناءك.

    اليوم، صار بإمكان شخص يكتري غرفة مشتركة مع الجيران في سطح عمارة أن يملك سيارة جديدة اشتراها بالكْريدي، وفي أحيان كثيرة يملأ خزان سيارته بالبنزين لكي يتحرش بالفتيات في الشارع العام بينما لا يؤدي ثمن الغرفة التي يكتريها. هكذا صارت السيارة أهم من الخبز في بلد صار الناس فيه يتوقون إلى امتلاك مظاهرة الأبهة الاجتماعية على حساب الضرورات الملحة.

    هكذا صارت السيارة في المغرب مشكلة كبيرة وتحولت إلى سبب رئيسي لأمراض السكري والعلل المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، ففي كل مكان صارت قطعان من “الحلاليف” السائبة تقود السيارات وكأنها تعبث في زريبتها الخاصة. وفي كل مكان هناك الآلاف من المراهقين الذين يلهون ويلعبون بسيارات جديدة وفارهة كأنهم أطفال في مدينة الملاهي، وهناك عشرات الآلاف من السائقين الذين لا يديرون المحرك في سياراتهم إلا وهم في أقصى درجات نشوة السكر أو التخدير، وهكذا تحولت شوارع البلاد إلى مستشفى كبير للأمراض العقلية.

    هناك اليوم آلاف السائقين الذين يعتبرون أن الأضواء الحمراء موضوعة للزينة فقط، وهم لا يعترفون بها بالمرة، ولا مشكلة لديهم على الإطلاق في أداء مخالفة من ألف درهم، فمتعتهم في خرق الأضواء أكبر بكثير من أن يحدها قانون أو تلجمها غرامة.

    هناك آلاف السائقين الذين لا يعترفون بالخطوط المتصلة التي تمنع التجاوز. إنهم مجانيين حقيقيون وبسببهم يذهب الآلاف من الناس إلى القبر كل عام. وإذا حسبنا أن عدد قتلى حوادث السير في المغرب سنويا هو أربعة آلاف قتيل، فإن المحزن هو انه من بين هؤلاء الضحايا يوجد عدد كبير من الذين يحترمون قوانين السير بحذافيرها، لكن “الحلّوف السّايب” الذي لا يعرف معنى لقوانين السير قتلهم وأرسلهم إلى القبر بينما ظل هو يعبث في طرقات المغرب، وليتها كانت حوادث السير تحصد فقط أرواح هذه “الحلاليف” المدمرة.

    ما يجري اليوم في طرقات البلاد يصعب تصديقه إلى درجة أن الناس صاروا يرون أن نصب كاميرات في أضواء الإشارة هي أهم بكثير من التعديلات الدستورية ومن الانتخابات ومن نقل الجلسات البرلمانية في التلفزيون، لأنه لو تم فعلا نصب هذه الكاميرات في الآلاف من أضواء الإشارة فإن “الحلّوف” الجالس خلف المقود سيفكر ألف مرة قبل حرق الأضواء.

    هناك مشكلة أخرى عويصة تبين درجة المرض الذي وصلناه كمجتمع. ففي الماضي كان السائقون يشتكون من كثرة الحفر في الطرقات، وعندما يتم إصلاح هذه الحفر يعمد الناس إلى وضع حواجز إسمنتية فوقها حتى يخفف السائقون سرعتهم. لماذا إذن يتم اعتماد ميزانيات ضخمة لإصلاح الطرق لكي تمارس عليها “الحلاليف” السائبة سباقات الرالي؟ كان من الأجدر أن تبقى محفرة مثل الخنادق.

    في الطرقات أيضا سلوكات مشينة لا يمكن رؤيتها في بلد آخر من هذا الكوكب. سائقون يتجرعون الجعة وهم يسوقون، آخرون يدخنون ويرمون أعقاب سجائرهم على أول سيارة قربهم. أصحاب سيارات لا يفرقون بين طفل أو شيخ مريض أو المرأة حامل تعبر الطريق. سائقون يتسامحون في كل حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنهم لا يتسامحون في شبر واحد من الطريق. شجارات دامية بالجملة لأن السائق الذي لا يحمل معه هراوة مجرد غر ساذج. شعب توقف به الزمن منذ وقت طويل وأصبح يسرع على الطرقات فقط.

    حاليا صارت شوارع المغرب عبارة عن سيرك كبير يتنافس فيه الحمقى والمجانين، ولو عادت الحاجة الحمداوية إلى الغناء عن نفس الموضوع فمن الأكيد أنها ستعوض عبارة “حولي بكْرونو سايْك الرّونو” بعبارة “الحلّوف تالْف راكب الإكس فايْف”.

    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    عبد الباري عطوان

    المقالات ذات الصلة

    الكلفة السياسية لعدم تجديد اتفاقية الصيد البحري

    يوليو 23, 2023

    الانتخابات الرئاسية اللبنانية بين الفيل والأرانب!

    يونيو 18, 2023

    معضلة ترامب تنتهي فقط بوفاته!

    يونيو 18, 2023

    تعليقان

    1. Tuchap on مارس 29, 2014 11:58 ص

      aslan 7na mgharba kant9admou ghir f sin m3roofa

      رد
    2. elmessari on أبريل 17, 2014 1:08 م

      السلام عليكم الأخ عبد الله
      أحترم رأيك و مقالات كلها في الصميم وأشجعها بالرغم من قسوتها
      المرجو تقديم النصح على شكل اقتراحات حلول عسى أن يأخذ بالفكرة لبيب
      شكرا
      المساري حفيظ

      رد
    رد على elmessari إلغاء الرد

    Demo
    الأخيرة

    بعد رحيل ديمبيلي وغياب رافينها: جمال أمام فرصة لتثبيت موقعه بالبارصا

    أغسطس 16, 2023

    فضائح العشوائيات.. هل تتعرض سلطات طنجة للتنويم المغناطيسي من لوبيات الفساد

    أغسطس 16, 2023

    فضيحة مدوية: مسؤول عن التخييم ينتهك عرض طفل في شاطئ عمومي

    أغسطس 14, 2023

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    مايو 28, 2024
    أخبار خاصة
    الرئيسية

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    بواسطة adminمايو 28, 20240

    طنحة أنتر: لم يعد سكان طنجة قادرين على تحليل واقع مدينتهم بعقلانية لأن الأمور خرجت…

    لا مفاجآت كبيرة في لائحة الركراكي للمنتخب في إقصائيات المونديال

    مايو 28, 2024

    بسبب لقب الهداف: منافسة فردية بين اللاعبين في مباراة اتحاد طنجة و الرجاء البيضاوي

    مايو 28, 2024
    إتبعنا
    • Facebook
    • YouTube
    • TikTok
    • WhatsApp
    • Twitter
    • Instagram
    الأكثر قراءة
    اقتصاد

    السماعات الذكية.. أذنك أصبحت تملك حاسوبا! اشتري الآن

    8.9 بواسطة adminيناير 15, 20210
    طنجة أنتر

    هل تُفكر في السفر مع أطفالك؟ اجعلها تجربة مميزة

    8.5 بواسطة adminيناير 14, 20210
    ثقافة و فن

    خطة طوارئ لاستدعاء الجيش وخسائر منتظرة بالمليارات..

    7.2 بواسطة adminيناير 14, 20210
    Demo
    الأكثر مشاهدة

    بعد رحيل ديمبيلي وغياب رافينها: جمال أمام فرصة لتثبيت موقعه بالبارصا

    أغسطس 16, 20236 زيارة

    فضائح العشوائيات.. هل تتعرض سلطات طنجة للتنويم المغناطيسي من لوبيات الفساد

    أغسطس 16, 20234 زيارة

    فضيحة مدوية: مسؤول عن التخييم ينتهك عرض طفل في شاطئ عمومي

    أغسطس 14, 20234 زيارة
    اختيارات المحرر

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    مايو 28, 2024

    لا مفاجآت كبيرة في لائحة الركراكي للمنتخب في إقصائيات المونديال

    مايو 28, 2024

    بسبب لقب الهداف: منافسة فردية بين اللاعبين في مباراة اتحاد طنجة و الرجاء البيضاوي

    مايو 28, 2024

    مع كل متابعة جديدة

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً

    فيسبوك الانستغرام يوتيوب واتساب
    • الرئيسية
    • تقارير و تحقيقات
    • مجتمع
    • ثقافة و فن
    • نوستالجيا
    • رياضة
    • اقتصاد
    • رأي
    • بروفايل
    • Pobre Tánger
    • شاشة طنجة أنتر

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter