هذان القوسان لا يزالان في مكانهما إلى اليوم، لكن شتان ما بين الأمس واليوم، فلا أحد من العابرين تحتهما يفكر في مقدار الزمن الذي مر من المكان وكأنه شلال لا يتوقف.
القوسان موجودان على بعد أمتار من الباب الشهير المعروف باسم “باب الفحص”، في منطقة السوق دبرّا، أو السوق البراني، وهما يفصلان ما بين الطريق المؤدية إلى السوق الداخل، المعروف اليوم باسم طريق الصياغين، وما بين الطريق المؤدية إلى مقر الحكومة الدولية.
هذا المكان كان يعرف سابقا باسم “طريق التلغراف الإسباني”، حيث أنه في نهاية المنحدر نحو ساحة سنترال يوجد مقر التلغراف الدولي، الذي كان صلة الوصل وقتها ما بين طنجة الدولية وباقي العالم، وهي وسيلة تقنية متطورة وقتها لم تكون موجودة سوى في طنجة وغائبة عن كل المدن المغربية والإفريقية.
يمكن لمن يتمعن في الصورة أن يرى شيئا غريبا، وهو أن اسم الشارع يوجد بخط صغير في أسفل اللوحة الموجودة في أعلى الجدار، بينما في أعلى اللوحة يوجد إعلان بخط كبير لجراح أسنان إسباني.
إنها صورة من الماضي، فيها الكثير من الغرابة والطرافة.. والحنين.