هذه الصورة، التي قد يراها البعض عادية، أو شبه عادية، هي التي قلبت فريق البارصا رأسا على عقب، بل وتسببت له في زلزال كبير، ستبقى نتائجه المدمرة بارزة إلى وقت طويل.
فقبيل حوالي أسبوعين “طار” فريق البارصا من منافسات “التشامبيونز ليغ” الأوربية، وهي صدمة كبيرة لفريق ظل مهيمنا لسنوات طويلة على هذه المنافسات. وبعد ذلك تلقى البارصا هزيمة لم يتوقعها أكثر البرصاويين تشاؤما، وهي الهزيمة أمام فريق غرناطة المتواضع. ثم كانت ثالثة الأثافي عندما تلقى الفريق الكاتلاني رصاصة الرحمة في مباراة نهائي كأس الملك أمام غريمه الأبدي، ريال مدريد.
في المباراة الأخيرة كان فريق البارصا يعول على الفوز لمسح كل نكساته السابقة، وكان ذلك وشيكا لو أنه استطاع الحفاظ على نتيجة التعادل لكي يدخل الفريقان مغارة الأشواط الإضافية، وهي فترة يمكن أن يحدث فيها كل شيء، لكن غاريث بيل ظهر مثل جني، ثم قلب كل شيء، وقلب معه فريق البارصا بكامله.
في الصورة تظهر كل عناصر الزلزال، فاللاعب غاريث بيل يبدو مثل وحش يريد افتراس ضحيته، ومدافع البارصا يبدو مثل طفل لا يقدر على شيء أمام قوة هذا الوحش، ومدرب البارصا يصرخ ويشير بيديه منبها لاعبيه إلى “تسونامي” كبير قادم ويأمرهم ببناء الخنادق والحواجز، لكن رغم كل ذلك حقق “الوحش بيل” أمنيته وسجل هدفا لم يمنح فريقه الكأس فقط، بل أدخل البارصا في مسلسل طويل من الأحزان.
اليوم يتحدث الجميع عن إمكانية رحيل ميسي عن البارصا الصيف المقبل، وبالضبط بعد نهاية المونديال، ويتحدث رئيس البارصا عن ثورة حقيقية في الفريق، ويتحدث الجميع عن رحيل حتمي للمدرب مارتينو، ويقتنع الكل أن فريق البارصا ينبغي أن يتجدد حتى لو ربح لقب الليغا، وهو آخر لقب يتصارع من أجله.
نادرا ما تتحدث الصور بمثل هذه البلاغة، لكن هذه الصورة تشبه الزلزال، إن لم تكن الزلزال بعينه.