Close Menu
Tanger Inter

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.

    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    الثلاثاء, سبتمبر 9
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    Tanger Inter
    • الرئيسية
    • تقارير و تحقيقات
    • مجتمع
    • ثقافة و فن
    • نوستالجيا
    • رياضة
    • اقتصاد
    • رأي
    • بروفايل
    • Pobre Tánger
    • شاشة طنجة أنتر
    Tanger Inter
    الرئيسية»رأي»أولاد الأبد
    رأي

    أولاد الأبد

    عباس بيضونبواسطة عباس بيضونمايو 2, 2014لا توجد تعليقات5 دقائق
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    يرحل ماركيز بعد فوانتس. الرواية العالمية تتشلع. من يقرأ كاتباً كماركيز يخيل إليه أن الموت طارئ عليه. أن مثله لا يموت كبقية الناس. من يشيدون هذه العمارات الكبيرة يرفعونها بقوة غير بشرية. سيكون غريباً أن يموتوا كبقية البشر. يقول إنهم خالدون في كتبهم، لكن لا يخلد أحد في كتبه، حتى الكتب نفسها لا شيء يؤكد خلودها. نحن الذين قرأنا «مئة عام من المعركة» و«خريف البطريرك» و«موت معلن» و«ليس للكولونيل من يكاتبه» لن نتلقى نبأ وفاة ماركيز بخفة. علينا أولاً أن نصدق موته، أن نقبل هذا الموت كما نقبل أي حادثة مثله. ليس هذا صعبا فنحن منذ سنوات صدقنا ودأبنا أن نصدق أرقام وفيات متصاعدة. أن ننظر أولاً في الرقم، نقول إن هذا اليوم وافق سقوط مئة أو عشرات أو بضع مئات، يأتي كل يوم بأرقامه. ننظر فيها ونهملها. ننظر فيها وننساها، ننظر فيها ولا نشعر إلا أنها أرقام. إلا أنه كمية معدودة، إلا أنها حساب عددي، إلا أنها فاتورة، وإيصال أو عدد فحسب. ننظر فيه بخوف أول الأمر ثم بارتياح ثم بحيرة، ثم بأسف، ثم باعتياد، ثم بمجرد النظر، قبل أن نبدأ الملل والإهمال والتجاهل. يصل إلينا الرقم ميتاً وقد لا يصل ولا نبحث عنه في الأساس. لقد اعتدنا الموت بل ودرجنا عليه، ليس إلا أنه خبر. نجتهد لنأبه لموت ماركيز، نستجمع أنفسنا ثم لا نأبه في كثير أو قليل. نحن من سنين نموت فحسب، نحن من سنين نعاشر الموت. من سنين نجمع أمواتاً، ثم لم نعد نهتم، ثم لم نعد نحفل. لم يعد الرقم رقماً، صار مختلطاً. لا أحد يعرف العدد. من الذين ماتوا في درعا وإدلب ودير الزور من الذين أخذوا إلى المعتقل، من منهم خرّ على الطريق، من منهم سقط تحت الركن أو على الدواليب أو فوق الآلات، من سيعود ومن سيبقى هناك إلى الأبد. لكن الأبد ليس بعيداً. إنه حاضر هنا، نحن في حضرته الزمن مفتوح عليه، الساعة موصولة به. الجميع منذورون للأبدية والأبدية وحدها أمام الجميع، نحن أولاد الأبد.

    هل نقول إننا ارتعنا لموت ماركيز وهل بقي فينا عزم على الارتياع. هل بقيت فينا روح ترتاع أو نفس تختلج أو وجدان ينجرح. هل بقيت فينا طاقة لنرفع هؤلاء الموتى عن صدورنا. لنخرج من بينهم، لنهرب بعيداً عنهم. هل بقيت فينا طاقة على الصمود أمام أكوام القتلى وأكداسهم، هل بقيت لنا قدرة على النظر فعلاً إليهم، على التأمل فيهم، على تحريهم، عد شبانهم وأطفالهم. الأطفال، نعم الأطفال. ألم نشبع من رؤية الأطفال الموتى. ألم نتخم من رؤيتهم مصفوفين على الأرض. لماذا كل هذا العدد من الأطفال الموتى، أين يجدونهم وكيف يستطيعون اصطيادهم. كيف يعصرونهم بين الأيدي ويزهقون ابتساماتهم ولعبهم. كيف يمكن أن نراهم مرتين وثلاثاً وعشراً ومئات المرات بدون أن نخجل من أننا نراهم فحسب. من أننا لا نزال نملك عيوناً لرؤيتهم، من أننا لا نزال أحياء لنراهم. ألا نخجل من أننا مجرد نظارة لهم، مجرد متفرجين ومشاهدين، مجرد جمهور فحسب.

    ذنب على ذنب، شعور بالذنب يخف لدى شعور آخر بالذنب. ذنب على ذنب حتى تنتهي المسألة. ذنب يطرد ذنباً آخر. ذنب يطمس ذنباً آخر. ذنب يشل ذنباً آخر. ثم تتكدس الذنوب على بعضها وتغدو جلداً أسود، تغدو مجرد بطالة عاطفية، لا قلب ليتحمل كل هذه الأوزار. لا قلب ليتحمل كل هذه الذنوب. إنه يخر تحت وطأتها. إنه يمَّحي تحتها، يغدو في النهاية محاكياً لها، يغدو مثلها، يصير شيئاً بعد شيء من طينتها، يصبح وقد تكدست عليها، من مادتها، يغدو القلب معتاداً على الذنوب بل يتكون منها. تغدو أليفة له بل يغدو الموت نفسه كامناً فيه، حتى كأنه يموت، حتى كأنه يتقوت من خجله ومن ذنبه. حتى كأنه ما عاد يهتم للجريمة أو يأبه للدم، بل عاد ليكون ضحية غير موصوفة للقتل لقد قتل من الداخل وبات لا يشعر ولا يحس ولا يفكر ولا يدين. لقد صار الواقع بالنسبة له هذه البراميل المتفجرة، هذه الطائرات والطوافات التي تلقي قذائفها على السقوف والرؤوس، بل صار الواقع أيضاً هو الخطف والإعدام والقتل على الهوية والرجم وحز الرؤوس.

    لا نعرف عدد من ماتوا ولم يحط بهم عدد. لقد كان الحصاد في السنوات الأربع وفيراً وغير معدود. القتل في كل مكان. وفي كل بقعة حتى يستحيل أن نعرف له حداً. الموتى يفيضون عن كل إحصاء. ثمة طريق إلى الأبدية سالكة ليل نهار. الأبدية والواقع مختلطان متمازجان. الناس تعاشر الموت وتكلمه أكثر مما تفعل مع أي سواه. الموت شريك في الجنة ويغدو شيئاً بعد شيء صنواً لها. نعيش لنموت أو نموت لنعيش، الجملة هي نفسها. لقد صار الربيع العربي حداداً سابقاً. يمكن أن يقال إن هذه خيبته. يمكن أن نتفقد آمالنا ووعودنا، لكن ثورة، أي ثورة، هي أيضاً دمار عظيم هي وحشية ماثلة. الدم الأول لا يترك مجالاً لإنسانية من أي نوع. الدم الأول يستدعي دماً فدماً إلى أن يغدو الدم نهراً. إلى أن تمطر دماً، إلى أن تأكل الناس بعضها بعضاً، إلى أن يغدو اللحم البشري هو المأدبة. الثورة هكذا. زلزلة كاملة زلزلة تنفض الأسس وخلخلة تفكك كل شيء. الثورة هكذا وكانت دائماً هكذا. إنها قتل متبادل أو قتل صرف على الأقل، نقض أسس ونقض بنى ونقض هياكل. كل شيء يرتمي أرضاً ويتحلل ويتندر ويتفكك. المجتمع أولاً ينفك إلى نعرات وضغائن وغرائز. الثورة من يريد الثورة؟ من ينتظرها؟ لكن من يسعه تخطيها، عقود الاستبداد أنضجتها. عقود الاستبداد فجرتها. لكنها تبقى دماً ووحشية وعنفاً. وربما استبداداً أيضاً.

    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    عباس بيضون

    المقالات ذات الصلة

    الكلفة السياسية لعدم تجديد اتفاقية الصيد البحري

    يوليو 23, 2023

    الانتخابات الرئاسية اللبنانية بين الفيل والأرانب!

    يونيو 18, 2023

    معضلة ترامب تنتهي فقط بوفاته!

    يونيو 18, 2023
    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    Demo
    الأخيرة

    بعد رحيل ديمبيلي وغياب رافينها: جمال أمام فرصة لتثبيت موقعه بالبارصا

    أغسطس 16, 2023

    فضائح العشوائيات.. هل تتعرض سلطات طنجة للتنويم المغناطيسي من لوبيات الفساد

    أغسطس 16, 2023

    فضيحة مدوية: مسؤول عن التخييم ينتهك عرض طفل في شاطئ عمومي

    أغسطس 14, 2023

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    مايو 28, 2024
    أخبار خاصة
    الرئيسية

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    بواسطة adminمايو 28, 20240

    طنحة أنتر: لم يعد سكان طنجة قادرين على تحليل واقع مدينتهم بعقلانية لأن الأمور خرجت…

    لا مفاجآت كبيرة في لائحة الركراكي للمنتخب في إقصائيات المونديال

    مايو 28, 2024

    بسبب لقب الهداف: منافسة فردية بين اللاعبين في مباراة اتحاد طنجة و الرجاء البيضاوي

    مايو 28, 2024
    إتبعنا
    • Facebook
    • YouTube
    • TikTok
    • WhatsApp
    • Twitter
    • Instagram
    الأكثر قراءة
    اقتصاد

    السماعات الذكية.. أذنك أصبحت تملك حاسوبا! اشتري الآن

    8.9 بواسطة adminيناير 15, 20210
    طنجة أنتر

    هل تُفكر في السفر مع أطفالك؟ اجعلها تجربة مميزة

    8.5 بواسطة adminيناير 14, 20210
    ثقافة و فن

    خطة طوارئ لاستدعاء الجيش وخسائر منتظرة بالمليارات..

    7.2 بواسطة adminيناير 14, 20210
    Demo
    الأكثر مشاهدة

    بعد رحيل ديمبيلي وغياب رافينها: جمال أمام فرصة لتثبيت موقعه بالبارصا

    أغسطس 16, 20236 زيارة

    فضائح العشوائيات.. هل تتعرض سلطات طنجة للتنويم المغناطيسي من لوبيات الفساد

    أغسطس 16, 20234 زيارة

    فضيحة مدوية: مسؤول عن التخييم ينتهك عرض طفل في شاطئ عمومي

    أغسطس 14, 20234 زيارة
    اختيارات المحرر

    ليموري.. عمدة طنجة “البامي” الذي يفتح الطريق لعودة “العدالة والتنمية”

    مايو 28, 2024

    لا مفاجآت كبيرة في لائحة الركراكي للمنتخب في إقصائيات المونديال

    مايو 28, 2024

    بسبب لقب الهداف: منافسة فردية بين اللاعبين في مباراة اتحاد طنجة و الرجاء البيضاوي

    مايو 28, 2024

    مع كل متابعة جديدة

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً

    فيسبوك الانستغرام يوتيوب واتساب
    • الرئيسية
    • تقارير و تحقيقات
    • مجتمع
    • ثقافة و فن
    • نوستالجيا
    • رياضة
    • اقتصاد
    • رأي
    • بروفايل
    • Pobre Tánger
    • شاشة طنجة أنتر

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter