حقق العاهل الإسباني خوان كارلوس دي بوربون، إنجازا كبيرا حين رفع من شعبيته المتدنية بين الإسبان إلى أحسن مستوياتها في السنوات الأخيرة، بعد أن نجح في فتح أسواق الخليج المترفة أمام المقاولات الإسبانية.
وأبرزت استطلاعات رأي أجرتها مراكز إسبانية متخصصة، حول تقييم أداء الملك والأمراء، تحسنا ملحوظا في شعبية خوان كارلوس، بعد الانتكاسة التي مرت بها شعبيته السنة الماضية، إثر الفضيحة المالية التي لاحقت ابنته، بالإضافة إلى الوعكة الصحية التي تعرض لها إثر سقوطه خلال رحلة سياحية، مما جرّ عليه انتقادات واسعة في الصحافة والإعلام الإسبانيين، في ظل الأزمة المزمنة التي تضرب الاقتصاد الإسباني.
ويرجع الفضل الأكبر في تنامي شعبية العاهل الإسباني إلى جولته الأخير في منطقة الخليج العربي، ذات القوة المالية الهائلة، وظهور نتائج تلك الجولة من خلال توقيع الحكومة راخوي على عشر اتفاقات مع دول الإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان ومملكة البحرين، هي عبارة عن عقود استثمارية ضخمة، من شأنها إنعاش الحالة الاقتصادية في إسبانيا.
ومن المنتظر أن يقوم العاهل الإسباني بزيارة أخرى لمنطقة الخليج العربي، حيث سيحل بالبلد الأقوى ماليا وسياسيا في المنطقة، المملكة العربية السعودية، في زيارة ينتظر الإسبان منها الكثير، بالنظر للقوة المالية الهائلة لعائلة آل سعود، التي تربطها علاقات وطيدة مع خوان كارلوس وأسرته. كما يتوقع أن تطول الجولة أيضا دولة قطر، ذات القوة المالية والإعلامية والسياسة.
وبالرغم من النجاح المتزايد للعاهل الإسباني في الجولة الخليجية، وأثر ذلك على المستوى الداخلي، بعد تنامي شعبيته، إلا أن سؤالا يطرح نفسه في ظل الوضعية الراهنة، يدور حول الثمن الذي قدمه الملك مقابل فتح صنبور المال والدعم الخليجي لإسبانيا، خاصة وأن الشغل الشاغل لحكام دول الخليج، باستثناء قطر، في هذه الأيام هو جلب الدعم للانقلاب العسكري على التحول الديموقراطي في مصر، بشتى السبل والوسائل.