طنجة أنتر:
تصاعدت ردود الأفعال في الأوساط الكروية بتونس عقب قرار لجنة الطوارئ بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد المغربي وسحب اللقب من الترجي.
ونزل قرار “الكاف” عقب اجتماعه الطارئ الأربعاء بالعاصمة الفرنسية باريس نزول الصاعقة على مشجعي الترجي بعد أقل من خمسة أيام على تتويج فريقهم باللقب للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه إثر فوزه على الوداد بهدف لصفر في مباراة توقفت في الدقيقة 58 إثر احتجاج لاعبي الوداد احتجاجا على إلغاء الحكم هدفا شرعيا لفائدته ورفض العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار).
وبعد ساعات من الترقب والانتظار اتخذ الاتحاد القاري قرارا بإعادة مباراة الإياب بملعب محايد مع اعتماد نتيجة الذهاب (1-1) ومطالبة الترجي بإرجاع الكأس والميداليات بسبب “غياب الظروف الأمنية لاستكمال المباراة”.
ردود غاضبة
ووصف رئيس اللجنة القانونية بالترجي رياض التويتي قرار إعادة المباراة بالجائر مشيرا إلى أن فريق الدفاع عن الترجي من محامين ومسؤولين فوجئوا عند الوصول إلى مقر انعقاد اجتماع “الكاف” بأن أشغال اللجنة ستناقش المسائل الأمنية للنهائي بعد أن كان في الحسبان مناقشة احتجاج الوداد وتعطل جهاز “الفار”.
وأعلن الترجي في بيان رسمي رفضه القطعي للقرارات واستعداده للدفاع عن مصلحة ناديه بكل الطرق.
وقال النادي إن مجلس الإدارة سيعقد اجتماعا طارئا خلال الأيام المقبلة “للطعن في القرار لدى الجهات الدولية المختصة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق”.
أزمة بالأفق
وتحولت ردود الأفعال حيال المستجدات الأخيرة من مجرد حملة معارضة لقرار سحب اللقب من الترجي، إلى سجال عنيف بين أطراف تونسية وأخرى مغربية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
واعتبرت أغلب التفاعلات أن نص قرار الكاف -الذي استند إلى غياب الأمن أثناء المباراة- يعد مسا لا فقط من سمعة الترجي وإنما من الدولة التونسية وأجهزتها الأمنية بشكل عام
.
ووصف رئيس الحكومة يوسف الشاهد قرار “الكاف” بأنه مهزلة، وقال عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر “من يشكك في أمن تونس يتحمل مسؤوليته، تحية لجمهور الترجي على انضباطه في المباراة ولن نسلم في حق الترجي وفي حق أي جمعية تونسية”.
من جانبه اعتبر ماهر السنوسي العضو السابق للجنة القوانين بالاتحادين الدولي والأفريقي أن قرار إعادة النهائي يشكل خرقا قانونيا باعتبار أن مباراة كرة القدم لا يمكن اتخاذ قرار إعادتها أو تغيير نتيجتها إلا في حال الاحتراز على وضعية اللاعبين.
وقال “الكاف وضع نفسه في مأزق خطير، وقراراته ستكون لها انعكاسات كبيرة على مصداقيته خصوصا أن أحمد أحمد سلم بنفسه اللقب والميداليات في موكب تتويج رسمي، ومن الخطأ بمكان التراجع عن ذلك”.
وتابع “حكم المباراة هو الوحيد الذي يملك السلطة التقديرية لإثبات وجود إخلالات أمنية، ولابد أن يدون ذلك في تقريره، ولكن لقاء النهائي لم يشهد تهديدا لسلامة اللاعبين والرسميين، وهي نقطة قد تعزز حظوظ الترجي في كسب الطعن الذي سيرفعه إلى المحكمة الرياضية الدولية”.
يُذكر أن تقارير إعلامية متضاربة أشارت إلى أن مباراة النهائي المعادة ستقام في جنوب أفريقيا بعد نهائيات كأس الأمم التي تحتضنها مصر من 21 يونيو الحالي إلى 19 يوليوز المقبل.
يذكر أن التونسيين حولوا مباراة الترجي والوداد إلى “عملية إرهابية” حين هددوا الجميع بعدم الخروج سالمين من الملعب في حال خسارة الترجي، وقاموا بتعطيل جهاز “الفار” عمدا عبر الادعاء بعدم وجود قطعة منه تأخرت في الوصل إلى تونس، كما حرضوا الجماهير ضد الفريق المغربي وشتموا مسؤولي الوداد وهددوهم بأوخم العواقب وتواطؤوا مع الحكم الفاسد للمباراة.