أكد خبراء وأمنيون ودبلوماسيون، أمس الجمعة بطنجة، أن أكثر من 35 ألف من المقاتلين الأجانب، بمن فيهم الأوروبيين تم استقطابهم للجهاد في سوريا، التي أصبحت فضاء سهل الولوج للمواجهة الأيديولوجية، لافتين إلى أن المنطقة المتوسطية تواجه تهديدا مشتركا بسبب انتشار الأصولية والتطرف، الأمر الذي يتطلب رد فعل مشترك ومتضافر.
وأشار المشاركون في الدورة الثانية من الندوة الدولية “طنجة- أمستردام حوار”، أن الحركة الجهادية عرفت منعطفا حقيقيا، منذ بدء الحرب في سوريا، معتبرين أن عودة الجهاديين من مناطق النزاع المسلح، خاصة من سوريا، يطرح إشكالا كبيرا، يتطلب التعاون في مواجهة المفاهيم الأصولية والسلفية الجهادية التي تشبع بها هؤلاء المقاتلون.
وتحدث الخبراء أيضا، عن عدم وجود تصور موحد لمفهوم “الجهادي”، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق بظاهرة تعبئ أفرادا من مختلف الطبقات الاجتماعية، ومن أصول مختلفة، لكنها عادة ما تكون عبر الاتصال بما يعرف بـ”مواقع الجهادية”، والتي تغذيهم بكَم كبير من الصور والفيديوهات والمعلومات عن مناطق النزاعات، والتي تحمل شحنة عاطفية كبيرة.
واعتبروا أن قضايا الفقر والإقصاء الاجتماعي، تساهم في تفشي ما يعرف بـ”الجهاد الأوروبي” ، مشيرين إلى أهمية إدماج البعد الاجتماعي والاقتصادي في جهود الحد من انتشار التطرف والمفاهيم الأصولية التي يتبناها بعض الأشخاص، وإيلاء اهتمام أكبر لدور الشبكة العنكبوتية والشبكات الاجتماعية في استقطاب الجهاديين.