منذ أن برز نجم اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا، فإنه تحول إلى آلة لحصد المال، ينتقل بين فريق وآخر من دون أن يرف له جفن، يقوده في ذلك والده الذي عادة ما يبدو في الصور وهو يحمل حقيبة سوداء ويرتدي نظارات سوداء ويتبعه ابنه نيمار مثل أي ولد مطيع.
قبل أن يأتي نيمار إلى إسبانيا كان قد تفاوض مع ريال مدريد، ولأن برشلونة قدمت عرضا أفضل فإنه اختار البارصا، وهذا حقه الطبيعي الذي لا ينازعه فيه أحد، وكل لاعبي العالم يفعلون ذلك، لكن أفاعيل عائلة نيمار ذات طبيعة خاصة.
ومنذ أن حط نيمار قدمه في البارصا فإن والده صار يطالب بتجديد عقد ابنه في كل مرة، ودائما يطلب المزيد، وكان الهدف هو إرهاق خزينة برشلونة بالمطالب المادية، وفي النهاية تعبت إدارة الفريق الكتالاني من ابتزاز الوالد فقررت التخلص من نيمار، لكن بالطريقة الكاتلانية، أي أن تبيعه بسعر الذهب، وكان المشتري استثنائيا، أي فريق باريس سان جيرمان القطري، أو الباريسي عفوا، فارتاح الوالد.. لكن إلى حين..
بعد موسم واحد من وجود نيمار في “عاصمة الأنوار” عاد والد نيمار إلى عادته القديمة، وحمل حقيبته السوداء من جديد وعاد إلى إسبانيا يبحث لابنه عن مستقر جديد وعقد جديد وملايير أخرى، فكان ريال مدريد المحطة المختارة، غير أن الثعلب فلورينتينو بيريث يعرف جيدا “قوالب” نيمار ووالده، فصرف النظر وطلب منهما البحث عن زبون آخر.
وبما أن إدمان التنقل السريع عند نيمار وصل العظم، فإن هذا اللاعب الغريب قرر فجأة أن يشتاق إلى فريقه القديم، برشلونة، فعرض نفسه على ميسي أولا، لأنه الحاكم بأمر الله في الفريق، لكن في النهاية فإن فريق برشلونة لن يدفع أبدا في نيمار ما دفعه باريس سان جيرمان، وكل ما يمكن أن يفعله هو بعض المال، مع مبادلته بلاعبين أو ثلاثة انتهت صلاحيتهم في برشلونة.
ولأن نيمار يريد أن ينتقل بكل الوسائل، ليس حبا في البارصا، بل رغبة في ملء الحقيبة السوداء مجددا، فإنه أطلق مؤخرا تصريحاته الغريبة حين قال إن أفضل ذكرياته هي “الريمونتادا” التي حققها مع فريق البارصا ضد باريس سان جيرمان، فكان هذا التصريح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، أو البعيرين، نيمار ووالده.
حاليا يوجد نيمار رسميا في الفريق الباريسي، وهو أحرق أوراقه لها، والبارصا لن تدفع من أجله ما دفعه الباريسيون، ووالده لا يزال يحمل الحقيبة ويرتدي النظارات السوداء، والمسلسل في بدايته..
وفرجة ممتعة…