طنجة أنتر:
النظرة التشاؤمية تقول إن خطوات قليلة تفصل فريق اتحاد طنجة لكرة القدم عن النزول إلى ظلمات القسم الثاني، حيث تقبع الفرق طويلا جدا قبل أن تعاود النهوض للحاق بفرق القسم الأول.
وشكلت الهزيمة القاسية أمام مولودية وجدة مؤخرا واحدا من المسامير المشؤومة في نعش الفريق، اللهم إلا إذا حدثت المعجزة، والمعجزة لن تحدث بفضل المدرب أو المكتب المسير، أو حتى اللاعبين، بل يمكن أن تحدث بفضل الجمهور، الذي هو السند الأول والأخير للفريق، وهو أيضا المتضرر الأول والأخير في حال حدث ما لا يتمناه أحد.
وكما يحدث في حال أية سفينة تغرق، فإن الجرذان هي أول من تهرب من السفينة، وهذا ما يحدث حاليا في فريق اتحاد طنجة، الذي صار وحيدا ولا يسنده غير جمهوره العريض، الذي يحس بغبن كبير تجاه التسيير الكارثي، وأيضا المافيوزي، لفريق كان يفترض أن يلعب باستمرار على الألقاب.
وبدا مثيرا خلال الأيام الأخيرة أن الفريق أصبح من دون مكتب مسير، حيث أطفأ أغلب أعضاء المكتب هواتفهم، أما رئيس الفريق فهو في حالة غياب مزمن منذ أشهر طويلة.
وفي الوقت الذي يعتبر مكتب المنخرطين عمقا استراتيجيا لأي فريق يعاني من صعوبات، فإن الأغلبية الساحقة من منخرطي اتحاد طنجة هم من الإمعات الذين قبلوا بأن يمارسوا أدوار الكراكيز، ما داموا لم يؤدوا فلسا واحدا من مبالغ انخراطهم، وأغلبهم موجودون من أجل مهمة واحدة.. التصفيق وإعلان الولاء.
الوضع الحالي للفريق الطنجي يتحمل فيه والي المدينة، محمد مهيدية، دورا رئيسيا، لأنه ارتبك كثيرا في قبول استقالة المكتب المسير، بل رفضها بشكل ضمني وطالب من أبرشان الاستمرار، وهذه هي نتيجة تخاذل الوالي.
ويسود اقتناع بين جماهير اتحاد طنجة بأن الوالي مهيدية كان بإمكانه إنقاذ الفريق لو كان صارما في الوقت المناسب، حيث كان عليه أن يشكل لجنة إنقاذ قبل عدة أشهر، لكنه فضل ترك الحال على ما هو عليه، وهذا خطأ كبير لم يكن يجدر بوالي مدينة في حجم طنجة أن يقترفه.
وكما يكون لكل وضع كارثي جانبه المضحك، فإن مسؤولي اتحاد طنجة لعبوا دور “الشوافة”، واستبقوا نزول الفريق عبر التعاقد مع مدرب مختص في إنزال الفرق المغربية إلى الأقسام الدنيا، فجاؤوا بالمدرب نصف الإسباني بيدرو بنعلي، الذي يروّج سيرة ذاتيه نصفها أكاذيب.
ويبدو أن بنعلي قد يصلح لكل شيء، إلا كرة القدم، وقد عاين الجمهور ذلك بعد الهزيمة أمام مولودية وجدة، حين ذرف المدرب دموع التماسيح على فريق لم يستطع من جاؤوا من قبله إنقاذه، وتولى هو مهمة يعرف مسبقا أنه لن ينجح فيها.
فريق اتحاد طنجة الذي يلعب من دون روح، تم قتله من زمان من طرف السماسرة ومافيا التعاقدات الفاشلة، والذين قتلوه هم الذين يحاولون اليوم شراء عقارات بالخارج والتجنس بجنسيات أجنبية بعدما راكموا ثروة من وراء التعاقدات وترويج التذاكر المزورة وغيرها من المصالح التي غنموها من وراء الفريق وجمهوره.
وفي انتظار المعجزة، لنا عودة للحديث عن كثير من التفاصيل.