استغربت جل المنابر الإعلامية المغربية ومعها الرأي العام الوطني، تجاهل رئيس الحكومة لحالة الترقب العام التي تسود الشعب المغربي التواق لمعرفة مستجدات وتدابير التخفيف من الحجر الصحي.
ومقابل ذلك، توجه سعد الدين العثماني نحو موقع عربي تمتلكه دولة خليجية ليعرض فيه، أمس الإثنين، الخطوط العامة لمنهجية الحكومة في التخفيف من إجراءات الحجر الصحي.
فكيف يترك رئيس الحكومة صحافة بلده لشرح تفاصيل غاية في الأهمية ينتظر معرفتها بفارغ الصبر مواطنوا بلده، ويقدمها لموقع عربي مهتم بالدرجة الأولى بأوضاع الشرق الأوسط، ولا يهتم به الرأي العام المغربي ؟!
فقد اعتاد رؤساء حكومات الدول التي سبقتنا إلى هذه الجائحة إلى التوجه مباشرة عبر وسائل الإعلام الرسمية، إلى مواطنيها، لتقديم وشرح الخطوط العريضة لتدبير المراحل المهمة من تفشي الوباء ببلدانهم.
المهم هذا أهم ما جاء في تصريحات العثماني المنقولة من موقع “عربي بوست”:
“…..الحكومة عاكفة اليوم على تدقيق تفاصيل خطة تخفيف إجراءات الحظر الوقائي، وخاصة على المستوى الصحي والاقتصادي. ويمكن أن أقول إن التخفيف سوف يقوم على 4 مبادئ أولها التدرج، وذلك باعتماد إجراءات تخفيف عبر مراحل مصحوبة بتدابير مواكِبَة حسب تطور الوضعية الوبائية.
ويعتمد ثانيها على البعد الجغرافي والمحلي، لأخذ التفاوت الموجود في الوضعية الوبائية بين الأقاليم والعمالات (المحافظات) بعين الاعتبار، فيما يرتكز ثالث مبادئ تخفيف الحجر على المرونة وإمكانية المراجعة، وذلك بخضوع إجراءات تخفيف الحجر الصحي أو رفعه للمراقبة المستمرة.
وعند بروز بؤر جديدة، أو ارتفاع في عدد الحالات، يمكن وقف تنفيذ بعضها على مستوى الأقاليم والمحافظات المصابة، تفادياً لتصاعد انتشار الفيروس والعودة إلى تدابير أكثر صرامة.
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني
أما المبدأ الرابع، فيتجلى في التمييز الإيجابي، وذلك بتوفير حماية أكبر للفئات الهشة صحياً، مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
يَنْبَني تخفيف الحجر الصحي على شروط وبائية، وشروط لوجيسيتكية وتدبيرية، من أبرزها تطوير قدرة البلد على توفير ما يكفي من اختبارات أو تحليلات طبية للذين يعانون من أعراض “كوفيد19″ بحيث يكون اكتشاف الحالات الجديدة بشكل أسرع وتَتَـبُّع مخالطيهم بطريقة أكثر فاعلية، وفي هذا السياق يندرج عمل الحكومة على توسيع قدرة النظام الصحي على إجراء الاختبارات الخاصة بكوفيد 19، وهو الأمر الذي وصلنا له اليوم من خلال حوالي 13 ألف اختبار في اليوم….”