إنتظر المتتبعون، ومعهم الأمهات والآباء، أن يولي رئيس الحكومة المغربية خلال عرضه داخل البرلمان يومه الأربعاء، بعضا من الاهتمام إلى الأطفال ومعاناتهم مع الحجر الصحي، سيما الذين يقطنون بأقاليم المنطقة 2 التي لم تتغير بها ظروف الحجر الصحي بشكل ملموس.
لكن، لم يتطرق سعد الدين العثماني ولو لثوان لفئة الأطفال التي تعاني في صمت، إذ ظلوا لثلاثة أشهر محرومين من أبسط حقوقهم في الخروج واللعب، أو حتى رؤية العالم الخارجي.
فعلا لم تلتزم كل الأسر بحصر أبنائهم بالمنازل، وهي معذورة، لكن تأكدوا أن آلاف الأطفال المغاربة ظلوا محبوسين في بيوتهم في انضباط تام لتدابير الحجر الصحي رغم أنها لم تنصفهم ولم تعبأ بحاجياتهم ووضعياتهم النفسية والاجتماعية.
هذا تميز فريد خاص ببلادنا المغرب، غير أنه تميز قبيح يسيء إلى صورة حكومتنا ومجتمعنا، فكل دول العالم فكرت في أطفالها واتخذت تدابير خاصة بهم للتخفيف من الآثار السلبية للحجر عليهم، أو على الأقل تحدثت عنهم وتأسفت لحالهم وقدمت لهم وعودا بإيجاد حلول لفك أَسْرِهم.
لا خير في حكومة لا تفكر في أطفالها الذين هم رجال الغد، وسيتذكرون حتما كيف تجاهلهم المسؤولون وهم صغار في ظل جائحة أعمت بصيرتهم وجعلتهم ينشغلون فقط بالأرقام والمؤشرات، سواء الصحية منها أو الاقتصادية.
لكن، كيف لأولائك الذين يعيشون في فيلات واسعة مجهزة بمسابح وحدائق أن يفكروا في أطفال يتقاسمون علبا إسمنتية مع إخوانهم وآبائهم وربما آخرين.. ؟!