طنجة أنتر: تحولت استراتيجية حزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة بشكل سريع من محاولات استقطاب أسماء وازنة في أحزاب أخرى إلى تصدير منخرطيها نحو أحزاب مختلفة، على بعد بضعة أشهر من الانتخابات الجماعية والبرلمانية.
ويعيش التجمعيون بطنجة على إيقاع واقع ضبابي بعد مرحلة تجديد الحزب بالمدينة عقب نهاية عهد محمد بوهريز، الذي قاد الحزب في السنوات الماضية إلى عهوده الأكثر كارثية، حين حصل حزب أخنوش على أسوأ نتائج انتخابية في تاريخه بمنطقة الشمال.
غير أنه بعد تجديد هياكل الحزب، لم يستطع التجمعيون لملمة صفوفهم إلى حد الآن، وبدأت عملية السقوط في نفس الأخطاء البوهريزية، وهو ما دفع عددا من الأسماء البارزة في الحزب إلى الترحال نحو أحزاب أخرى.
وكانت أبرز عملية ترحال شهدها الحزب مؤخرا هو رحيل يونس الشرقاوي، الرئيس الأسبق لمقاطعة طنجة المدينة، نحو حزب الاتحاد الدستوري، فيما يتوقع أن ترحل أسماء تجمعية وازنة نحو أحزاب أخرى خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
ويرتقب أن يرحل قريبا عبد العزيز بنعزوز، الآلة الانتخابية في منطقة مغوغة، نحو حزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما سيكون ضربة تحت الحزام وفوقه للتجمعيين، الذين لا يزالون يعانون من حالة صعبة من الدوار السياسي.
ويفقد تجمعيو طنجة بالتدريج أهم قواهم الانتخابية، خصوصا وأن “حزب عصمان” اعتمد منذ تأسيسه على قوة الأعيان و”الآلات الحاسبة” من أجل حصد الأصوات، وهو نهج يبدو أن الحزب غير قادر على الفرار منه في المرحلة الحالية.
والمثير أن التجمع الوطني للأحرار كان بدأ قبل مدة عملية استقطاب أسماء انتخابية وازنة من أحزاب أخرى، من بينها عبد الحميد أبرشان، رئيس عمالة طنجة أصيلة ورئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، والمنتمي لحزب الاتحاد الدستوري، وعبد السلام العيدوني عن نفس الحزب، وأسماء أخرى من أحزب مختلفة أبرزها حزب الأصالة والمعاصرة، غير أن عملية الاستقطاب انقلبت في النهاية إلى عملية خسارة أسماء معروفة في مجال الاستقطاب الانتخابي بمختلف الوسائل.