طنجة أنتر:
قبل بضعة أيام انتفضت طنجة على وقع محاولة شركة عقارية بناء مجمع سكني في غابة الرميلات، وتدخل والي طنجة، محمد مهيدية، بسرعة من أجل وقف هذه الجريمة البيئية التي دفعت جمعيات بيئية إلى إصدار بيانات إدانة قوية.
لكن، مقابل هذه الهبّة القوية والسريعة التي انتهت بسرعة حول غابة الرميلات، توجد جرائم متواصلة تحدث كل يوم وكل ساعة في طنجة، خصوصا في غابة الرهراه، آخر متنفس بيئي كبير للمدينة، حيث يقوم وحوش العقار، بتواطؤ مع الفاسدين، بطحن الغابة وقتل مئات الاشجار من أجل إقامة أحياء عشوائية بئيسة.
ولم يعد تدمير غابة الرهراه يقتصر على أكل أطرافها شيئا فشيئا، في محاولة للتحايل على الواقع، بل صار مدمرو الغابة يلجون مباشرة إلى عمق الغابة لإقامة تجزئات عشوائية، مثلما يبدو في الصور المرفقة للمقال، وهو ما يشي بأنهم يفعلون ذلك في اطمئنان شامل.
هذا التدمير البيئي الخطير لغابة الرهراه بدأ منذ سنوات طويلة، لكنه بلغ خلال الأشهر الأخيرة مستوى غير مألوف، حيث يتم جز الغابة وإقامة منازل عشوائية في أوقات قياسية، وهو ما يثير استهجانا كبيرا في أوساط الرأي العام الطنجي، الذي لا يفهم سر “تواطؤ الصمت” الذي تنهجه كل الأطراف التي كان ينبغي أن تهب لإنقاذ غابة الرهراه من أيدي الناهبين ولصوص المناطق الخضراء ووحوش وسماسرة العقار.
والمثير أن السطو على غابة الرهراه لم يقتصر فقط على إقامة أحياء عشوائية، بل عمد بعضهم إلى إقامة مشاريه غريبة، مثل بناء مستودع لتربية الدجاج، وهو “المشروع” الذي لم تحرك إزاءه الجهات الوصية أي بحث أو تحقيق.
المثير في كل هذا أن الجمعيات البيئية التي تتحرك بشكل موسمي للدفاع عن البيئة والمناطق الخضراء لطنجة، تلزم حاليا صمتا مطبقا ومريبا، حيث لم تكلف نفسها عناء إصدار ولو بيان قصير حول هذه الجريمة المستمرة ليل نهار في غابة الرهراه.