طنجة أنتر:
طنجة أنتر:
عبد الحميد أبرشان غاضب من المقاولين الذين لا يساهمون في مالية فريق اتحاد طنجة، لذلك ما فتئ يشتكي إلى الوالي، والوالي يفعل ما يستطيع، لكن الدعم لا يصل.
يقول أبرشان إن اتحاد طنجة ليس فريقه لوحده، بل فريق المدينة، لذلك ليس من المنطقي أن يتحمل لوحده أتعاب تسيير فريق يتطلب ميزانية كبيرة.وبسبب هذا، غالبا ما يهدد أبرشان بالرحيل.. لكنه لم يرحل، وبقي متشبثا بالفريق كما يتشبث طفل بلعبته الأثيرة، رغم أن الآخرين لا يساعدونه، ورغم أن متطلبات الفريق تكبر موسما بعد آخر.
في كل فرق العالم، يضع رؤساء الفرق المفاتيح ثم يرحلون حين لا يجدون الأجواء المناسبة، وآخر من فعلها في المغرب هو رئيس فريق الرجاء البيضاوي، رغم ما حققه من ألقاب وبطولات في موسم وجيز.
غير أن أبرشان لا يريد أن يكون مثل الآخرين، إنه يتثبت بالفريق كما لو أنه ورثه بشكل شخصي، ثم يشتكي من غياب الدعم، مع أنه يسمع ألف مرة عبارة “إرحل أبرشان” التي كانت تصدح بها حناجر جماهير اتحاد طنجة، ومع ذلك لم يرحل، وبقي ممسكا بالفريق بالنواجذ.. ويشتكي.
هل أبرشان مرغم على الإمساك بإدارة الفريق..؟ أبدا.. لقد وصل إلى رئاسة اتحاد طنجة في ظروف مختلفة تماما، أي قبل موسم واحد من إجراء الانتخابات السابقة، وصعد الفريق إلى القسم الأول ومعها صعد أبرشان انتخابيا.
العارفون بدواليب ما جرى وقتها يقولون إن والي طنجة السابق، محمد اليعقوبي، كان له الفضل الأكبر في الدعم المادي واللوجستي لفريق اتحاد طنجة، فلم يكن يعقل أن تظل طنجة الكبرى بفريق صغير يمارس في القسم الثاني، وجاء اختيار أبرشان لرئاسة الفريق لأنه “من دون ماض متسخ”.. أو هكذا يقولون.
في فترة رئاسة أبرشان تم تحقيق هدف مزدوج وهو الصعود إلى الدرجة الأولى ثم الحصول على أول لقب للدوري، ومباشرة بعد ذلك بدأ الانهيار الكبير.
في مواسم قليلة ارتكب أبرشان حماقات تسييرية بلا حصر، ففي كل موسم كان يتم تسريح فريق بكامله والمجيء بفريق آخر مختلف تماما، وهذا طبعا في صالح السماسرة، لكنه لم يكن أبدا في صالح الفريق.
ومن دون أن يكون المرء خبيرا في الحساب، يمكنه أن يتوصل إلى نتيجة صادمة وهي أن الفريق استضاف أزيد من 200 لاعب منذ صعوده إلى القسم الوطني الأول، وهذا رقم قياسي لا يمكن لأبرشان أن يفخر به، لأنه رقم يفضح درجة العشوائية والفوضى التي غرق فيها فريق اتحاد طنجة منذ مدة.
ولم يكتف مكتب أبرشان بهذه “المعجزة القياسية”، بل حقق رقما قياسيا آخر في مجال التعاقد مع المدربين، وتعاقد مع مدربين مغمورين وفاشلين، وفي كل مرة كان يعتقد أن الفريق قد حفّظه باسمه، ولا يأخذ في اعتباره أية مطالب للجماهير العريضة لاتحاد طنجة.
هناك كمية هائلة من الأخطاء، أحيانا عن غير قصد، وفي أحيان كثيرة متعمدة، ارتكبها أبرشان في حق فريق صار أكبر منه، سنعود لها بالتفصيل لاحقا، وهي أخطاء جعلت الفريق الطنجي مطية سهلة وأضحوكة في عالم التسيير.
لا أحد يرغم أبرشان على الإمساك بإدارة الفريق، وبإمكانه أن يستقيل في أي وقت، لكنه متمسك بالرئاسة ويطلب النجدة، والذين من المطلوب أن يساعدوه سيدخلون معه في صراع انتخابي حام بعد بضعة أشهر فقط، لذلك لا أحد يفهم كيف يطلب أبرشان المساعدة من الآخرين بينما هو يستعد لخوض الانتخابات المقبلة من أجل الوصول إلى العمودية.. وبتحالف مع من..؟ مع محمد الزموري؟؟إنها واحدة من الأعاجيب..