طنجة أنتر:
الزيارة التي قام بها مؤخرا شيخ الطريقة العجيبية، المهدي بنعجيبة، لمنطقة ودراس، لم تثر الاهتمام فقط بسبب توقيتها وأهدافها، بل أثارت الجدل أيضا بسبب ارتداء الشيخ لحذاء رياضي رفقة جلباب تقليدي، أو جلبابين فوق بعضهما، على الطريقة التقليدية لشيوخ الزوايا في الشمال.
الشيخ المهدي قام مؤخرا، رفقة مؤيديه، بزيارة إلى منطقة “ودراس” في إقليم الفحص أنجرة، وهي زيارة كان الهدف منها كسب المزيد من المريدين في المنطقة بعد الطريقة المثيرة التي حاز بها المهدي على مشيخة الطريقة العجيبية في منطقة الزميج.
وما أثار الاهتمام أكثر هو أن الشيخ المهدي كان يرتدي حذاء رياضيا، ليس لتذكيره بأيام العمل القاسية في حقول المنطقة، بل لأن حيازة المشيخة تمت بعد صراع عنيف مع شقيقه أحمد بنعجيبة، حيث تبادل أنصار الشقيقين معركة قاسية لا يبدو أنها ستنتهي قريبا، وقد تندلع أشواطها الإضافية في أية لحظة.
ويعلق البعض على ارتداء الشيخ المهدي للسبرديلة بأنه استعداد متواصل لباقي أشواط هذه المعركة مع شقيقه أحمد، الذي فضل الهدنة المؤقتة، في انتظار أيام أحسن للعودة إلى سياسة الكر والفر، خصوصا وأن مريدي الشيخ أحمد لم يستسيغوا ما يسمونها “عملية الغدر” التي تعرضوا لها من طرف مريدي المهدي خلال اللقاء السنوي للزاوية في منطقة المزيج.
وكان المهدي قد وصل إلى المشيخة بعد وفاة والده، الذي كان يحظى بالإجماع، غير أن مريدي الزاوية العجيبية انقسموا لاحقا بين المهدي وأحمد، ولم تنفع جهود السلطات للتوفيق بينهما، مما دفع إلى الاحتكام لمعركة فاصلة شهر غشت الماضي، انتهت، مؤقتا، بفوز مؤيدي المهدي، بدعم مباشر من أحد القضاة من مريدي الزاوية.